وفاة ليلى نصير.. التشكيلية التي نقلت هموم الشارع عبر لوحاتها
ناصرت الطفولة وحاولت الدفاع عن الأطفال المشردين.. من هي ليلى نصير؟
توفيت الفنانة التشكيلية “ليلى نصير” عن عمر يناهز 82 عاماً، يوم أمس “الثلاثاء”، بعد أن جسدت بلوحاتها صراعات الحياة والموت بمختلف الألوان والأبعاد.
سناك سوري _ دمشق
ونعاها اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا والوسط الثقافي والتشكيلي. كرائدة حفرت اسمها عند رواد الفن التشكيلي السوري.
ولدت ابنة مدينة “اللاذقية” وحضارة أوغاريت، عام 1941، حيث بزغت موهبتها بالرسم والتي عززتها بشكل أكاديمي عبر دراسة فن التصوير التشكيلي في مصر. وتخرجت عام 1963 من كلية الفنون الجميلة في القاهرة، قسم التصوير .
تنقلات بلوحات ليلى
لم تخلُ لوحات “ليلى” من روح بلادها التي أحبت، وارتادت الأرصفة في مدينتها تلتقط منها تفاصيل حياتية، عكستها على الورق تملؤها روحها وروح من شاركته تلك اللحظة.
واستخدمت بأعمالها تقنيات متعددة وذلك باستخدام خليط من المواد المختلفة كالزيتيّ والشمعيّ والباستيل والإكريليك. وقلم الرصاص والحبر الصيني. فما بين الرومانسية والواقعية، السوريالية وصولاً للتعبيرية، جسدت “ليلى نصير” عشرات القصص بريشتها عن الحياة والموت. وما يعتلي الإنسان من ظروف. لتقضي باقي سنين عمرها في “بيت الراحة” للمسنين. في “اللاذقية”.
ليلى والكتابة ودمشق
لم تكن “ليلى” عبارة عن فنانة تشكيلية فقط، فقد بدأت بكتابة القصة في الرابعة عشرة من عمرها، تأثراً بشقيقتها الكبرى. والتي رغم دراستها للتصوير التشكيلي. حافظت على تلك الملكة بعد عودتها من مصر وكتبت القصة القصيرة والشعر. كونها لم تتمكن حينها من امتلاك مرسم خاص بها.
وتحدثت في لقاء مع مدونة “E latakia” قبل عدة سنوات، عن انتقالها إلى “دمشق”. كمرحلة شهدت فيها على نهضة حياتها الفنية. وحصولها على مرسمها الشخصي. وأوضحت خلاله عن الرابط بين فنّ التصوير والشعر والقصة، وقالت: «بقدر ما يتصف شعري بالتضاد في الصور الشعرية نجد أن التضاد اللوني موجود في اللوحة. وأنوّه إلى أن الشعر ليس سوى مجموعة من الصور كما أن الصورة تحوي على مشاهد مرئية. إذا، المفاتيح واحدة في الفن. إنما تختلف فيها الأداة والوسيلة».
بقدر ما يتصف شعري بالتضاد في الصور الشعرية نجد أن التضاد اللوني موجود في اللوحة الفنانة التشكيلية الراحلة ليلى نصير
ليلى والطفولة
ساهمت “ليلى” بشرح حال الأطفال المشردين وذوي الحاجات الخاصة، من خلال لوحاتها وذلك ما عبرت عنه في ذات اللقاء. وحاولت توجيهها كإدانة للمجتمع بأكمله، كمسؤول أن يعيش الطفل حياته الطبيعية ويحمل دميته. وأضافت: «ظاهرة التسول وماسحي الأحذية وبائعي اليانصيب تحبطني. مدانة كالمجتمع تماماً ولم أستطع أن أقدم لذوي الاحتياجات الخاصة سوى طرحهم في معرض في الثمانينيات وبقلم الرصاص كتحريض عن مسؤولية هذه الظاهرة على الساحة الاجتماعية».
تكريمات وجوائز
حازت الراحلة على جائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون في نسختها الثالثة، وذلك تكريماً لعطائها وإنجازها الإبداعي. وكُرمت من “بينالي المحبة الثالث” من قبل الدولة عام 1999، وحصلت على براءة تقدير من مجلس لبنان الجنوبي. وحُفظت أعمالها ضمن مجموعات عامة. بالمتحف الوطني في دمشق، ومؤسسة بارجيل للفنون، بالإضافة إلى عددٍ من المجموعات الخاصة في العديد من دول العالم.
ظاهرة التسول وماسحي الأحذية وبائعي اليانصيب تحبطني. مدانة كالمجتمع تماماً ولم استطع أن أقدم لذوي الاحتياجات الخاصة سوى طرحهم في معرض في الثمانينيات وبقلم الرصاص كتحريض عن مسؤولية هذه الظاهرة على الساحة الاجتماعية الفنانة التشكيلية الراحلة ليلى نصير