وزارة الثقافة تطلق مسابقة سرعة لاختيار النشيد الوطني السوري في 3 أسابيع
مطلوب نشيد ولحن بشرط الفصاحة والإثارة .. مسابقة الوزارة تتجاوز البرلمان والإعلان الدستوري
خطفت وزارة الثقافة السورية الأضواء في ذكرى سقوط النظام مع إعلانها عن مسابقة لاختيار نشيد وطني للبلاد بشروط محددة أبرزها انتهاء المهلة خلال 21 يوماً.
سناك سوري _ منشد وطني
وبينما كان السوريون يتوقعون بشائر مثل زيادة الرواتب أو منحة مالية بمناسبة ذكرى سقوط النظام، وتوقّع البعض إعلان المصرف المركزي إطلاق العملة الجديدة الموعودة، فإن وزارة الثقافة فاجأت الجميع بإعلان “مسابقة” لاختيار نشيد وطني.
وزير الثقافة الذي سبق وفاز ببرنامج مسابقات شعرية، قرر اعتماد المبدأ ذاته في اختيار النشيد الوطني، بغض النظر عن أن النشيد يمثّل جزءاً من الهوية الوطنية الجامعة وليس مجرد أغنية تفوز بمسابقة.
شروط الوزارة للنشيد الوطني
أبرز شروط الوزارة كان آخرها، وهو تحديد آخر موعد لإرسال النصوص والألحان معاً، والأعمال الجاهزة، يوم 31 كانون الأول 2025 أي أن المهلة لا تتجاوز 23 يوماً.
من جهة أخرى، تشترط الوزارة أن يتّسم النص المقدّم بالفصاحة والجزالة (متل قصيدة دمشق لنا إلى يوم القيامة)، وأن يعكس الانتماء والكرامة والنصر والشهداء والوحدة الوطنية (وممكن نضيف الطيبة والنخوة والكرم والشهامة وننسى الأيام الصعبة).
بحضور رئاسي .. إعلان الهوية البصرية لسوريا برموز وشعارات جديدة
وتضمنت الشروط أن يكون النشيد قابلاً للغناء الجماعي مع إيقاع سلس ومنضبط وأن يجمع بين العمق الأدبي وسهولة الحفظ والترديد (والشرط الأخير أن يكون النص من تأليف الشاعر فلان الفلاني اللي كلنا منعرفو).
أما على صعيد اللحن، فاشترطت الوزارة أن يكون اللحن مبنياً على المقامات الشرقية السورية “نهاوند، حجاز، راست”، وبعيداً عن نقاش المختصين الموسيقيين الذين أكدوا أن مقام “الراست” لا يصلح لنشيد وطني تؤديه فرق موسيقية عسكرية، فإن إعلان الوزارة أخطأ بتسمية المقامات سورية، فمقام “حجاز” كما يظهر من اسمه يعود للحجاز في شبه الجزيرة العربية، ومقامي “نهاوند، الراست” يعودان لـ”إيران”، فهي مقامات شرقية لكنها ليست “سورية حصراً” (افتحو تشات جي بي تي يا شباب).
الشرط الثاني أن يثير اللحن مشاعر العزة والفخر الوطني (هلأ كيف منقيس الإثارة ما منعرف بس بدنا لحن مثير)، وأن يصلح للتنفيذ عبر كورال وطني (بشرط ألّا يكون بقيادة مالك جندلي ولا ينعمل بساحة الساعة بحمص)، وأن يواكب اللحن روح الأناشيد الوطنية الكبرى عالمياً (ممكن الاستفادة من النشيد الوطني السنغافوري).
بانتظار النشيد الوطني الجديد .. التربية تمنع ترديد الشعارات في المدارس
واستغرب كثيرون إعلان الوزارة بعد أن استعمل نشيد “في سبيل المجد” الذي كتبه الشاعر السوري الراحل “عمر أبو ريشة” في أكثر من مناسبة كنشيد وطني بعد سقوط النظام، وآخرها في بطولة كأس العرب.
إلا أن هذا النشيد لم يعتمد رسمياً، ولا يمكن لوزارة الثقافة بكامل مسابقاتها وإعلاناتها أن تعتمد نشيداً وطنياً للبلاد، وربما فات طاقم الوزارة قراءة الإعلان الدستوري قبل هذا الإعلان، حيث تنص المادة 5 من الإعلان الدستوري على أن “دمشق” هي عاصمة الجمهورية العربية السورية ويحدّد شعار الدولة ونشيدها الوطني بقانون، أي أن الأمر يحتاج قانوناً يصدر من مجلس الشعب المرتقب، وبالتالي فإن الشروط التي كان من المفترض وضعها أولاً أن يسمّي رئيس الجمهورية ثلث أعضاء البرلمان إيذاناً بعقد أول جلساته، ثم أن يجتمع المجلس ويناقش قانون اختيار النشيد الوطني وصولاً إلى إقراره، فيما يبدو أن تجربة تمرير “الهوية البصرية” وشعار الدولة بدون قانون ستتكرر مع النشيد الوطني ولكن هذه المرة بمسابقة في سرعة التحضير.








