الرئيسيةيوميات مواطن

1000 ليرة مهترئة في سرفيس جبلة اللاذقية

سناك سوري – رحاب تامر

بعد جهد جهيد تمكنت من إيجاد مقعد فارغ في أحد سرافيس جبلة اللاذقية صباح أمس الأربعاء، فاستبشرت خيراً: لن أتأخر اليوم على العمل، صعدت وكلي أمل وتفائل، يا لنصري العظيم فعلاً سوريا تتعافى!.

وكما جرت العادة بدأنا بدفع الأجرة، أحد تعيسي الحظ “وبالمناسبة تحول كل الركاب إلى تعساء حظ فيما بعد” أعطى للسائق “1000” ليرة مهترئة لم تلق بمعالي فخامة “الشوفير” الذي يريدها جديدة، وبدأ الهرج والمرج التالي:

السائق: “لمين هالالف النترانة”

الراكب: “لي أنا”

السائق: “هات غيرها مابتمشي معي”

الراكب: “مامعي غيرها شو من بيت أبوي جايبها أنا”

السائق: “انزول من السرفيس”

الراكب: “كنك زلمي قوم نزلني”

بشحطة “فريم” مرعبة “انشحطنا معها” أوقف السائق سرفيسه، فتح بابه ونزل مثل البلدوزر: “إلي أنا متقول هيك قوم نزول ولا”.

نزل الراكب بدوره ليصبح هناك بدل البلدوزر إثنان ولكم أن تتخيلو المشهد قبل مفرق الجوبة بقليل أي قبل أن نصل وجهتنا بحوالي 7 كم، بدأت المعركة بين البلدوزرين بسبب ألف مهترئة وضغوط نفسية كبيرة أدت لتحويل الهجوم من ضد الحكومة وقراراتها الظالمة إلى ضد بعضنا البعض.

ورغم محاولاتنا الكثيرة في تخليص المواطنين الهائجين من أيدي بعضهما البعض، إلاان الضغط الذي تسببت به ألف الحكومة المهترئة كان أشد ضراوة، انتهت المعركة بعد عدة دقائق وكانت الغلبة للراكب، الذي اعتقد أنه خرج منتصراً لنفسه ولنا نحن زملائه في الركوب، إلا أن انتقام السائق بدد النصر لقد أنزلنا كلنا وأرجع لنا نقودنا وقال: “انقلعوا دبروا راسكن”.

بالنسبة لي تذكرت كيف أني استبشرت خيراً، تذكرت عملي الذي تأخرت عنه، ثم تذكرت سريري الذي يناديني، فعدت أدراجي إليه، وشكرت الألف المهترئة التي وعدت الحكومة فيما سبق أنها ستستبدلها وغيرها من النقود التي أرهقها طول الاستعمال بأخرى “تازة” لن تتسبب بمشاكل فيما بيننا.

كما شكرت تحكم سائقي السرافيس في رقابنا، وتسلطهم على حركتنا وحتى في ركوبنا لوسيلة النقل العامة التي باتت مرتبطة بمزاجهم، وإعجابهم بالراكب/ة من عدمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى