واشنطن تعلن بدء الحوار السوري الإسرائيلي .. تنسيق أمني أم تطبيع كامل؟
الاحتلال يبقي الجولان خارج التفاوض .. وقواته تعتقل 6 مدنيين في القنيطرة

كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “توم باراك” عن بدء الحوار بين “سوريا” و”كيان الاحتلال الإسرائيلي” بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري “أحمد الشرع” إلى “الإمارات”.
سناك سوري _ دمشق
واكتفى “باراك” الذي زار “بيروت” لبحث ملف وقف إطلاق النار بين “لبنان” والاحتلال، بإشارة إلى أن الحكومة السورية بدأت بالفعل حواراً مع الكيان، دون أن يكشف المزيد من التفاصيل حول آليات هذا الحوار وملفاته.
لكن المبعوث الأمريكي سبق وأن قال في حزيران الماضي، إن الإدارة السورية الجديدة تجري محادثات بهدوء مع كيان الاحتلال حول كل القضايا وفق حديثه.
وبالتزامن مع وصول “الشرع” إلى “أبو ظبي” فقد نقل موقع “الجمهورية” عن مصدرين أحدهما سوري والآخر دبلوماسي إقليمي أن “الشرع” التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي “تساحي هنغبي” في أبوظبي.
وقال أحد المصدرين أنها خطوة ملحوظة في المفاوضات بين الجانبين، فيما قال المصدر الآخر أن الاجتماع لم يكن الأول من نوعه.
في الأثناء، حضر الملف السوري على طاولة المحادثات في “واشنطن” بين الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ورئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو”، وبينما تحدّث “ترامب” عن إعجابه بـ”الشرع” وأنه أراد إعطاء “سوريا” فرصة عبر رفع العقوبات، فقد لفت “نتنياهو” إلى أن هناك فرصة ينبغي فحصها بشأن التطبيع مع “سوريا”، وأن “دمشق” ستجني الكثير إن مضت نحو التطبيع وفق حديثه.
حوار مباشر؟
في 24 حزيران الماضي، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي “تساحي هنغبي” خلال جلسة سرية لأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن “تل أبيب” تجري حواراً مباشراً، وليس غير مباشر مع السلطات السورية والرئيس “أحمد الشرع”.
وأكّد “هنغبي” وفق ما نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” إنه يجري التنسيق الأمني والسياسي مع “دمشق” بنفسه، معتبراً أن “سوريا” و”لبنان” هما الدولتان المرشحتان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل على حد تعبيره.
وخلال ردّه على أسئلة أعضاء الكنيست، قال “هنغبي” أن “كيان الاحتلال” سيدرس إمكانية الانسحاب من المنطقة العازلة التي احتلها عقب سقوط نظام “الأسد”، في حال كان هناك تطبيع.
الجولان خارج التفاوض
في حين، قال وزير خارجية الاحتلال “جدعون ساعر” في 30 حزيران أن الكيان معنيٌّ بتوسيع دائرة السلام والتطبيع وضم دول مثل “سوريا” و”لبنان” إليها مع الحفاظ على مصالح الكيان الأساسية والأمنية.
وأضاف “ساعر” أن “الجولان” سيبقى جزء من إسرائيل مهما حدث على حد قوله وأنه لن يتم التفاوض على مصير الجولان في أي اتفاق سلام وفق حديثه.
اتفاق أمني
نقل موقع “والا” العبري عن مسؤول إسرائيلي لم يسمّه أن الاتفاق مع “سوريا” ليس قريباً وسيستغرق وقتاً لتحقيقه.
وأضاف المسؤول أن هدف رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” التوصل إلى مجموعة اتفاقات على مراحل مع “سوريا”، تبدأ بنسخة محدّثة من اتفاقية فض الاشتباك 1974، وتنتهي باتفاقية سلام كاملة وتطبيع.
لكن عقدة التفاوض الأهم تبقى حول “الجولان السوري” الذي احتلته قوات الاحتلال منذ حزيران 1967، واعترفت “الولايات المتحدة” عام 2019 بسيادة الكيان على “الجولان” رغم مخالفة ذلك للقرارات الدولية التي تؤكد أنه أرض سورية محتلة.
في حين، يشير مراقبون إلى ترابط بين سرعة الاستجابة الأمريكية لرفع العقوبات عن “سوريا” وبين ملف التفاوض مع الكيان والوصول لاتفاق سلام.
وكان الرئيس السوري “أحمد الشرع” قد أكّد أن بلاده لن تكون مصدر تهديد لدول الجوار، وأن “دمشق” متمسكة باتفاقية فض الاشتباك عام 1974 مع كيان الاحتلال ومستعدة لاستقبال قوات أممية لإعادة تطبيق الاتفاق، بعد أن احتل الكيان المنطقة العازلة المنصوص عليها في الاتفاقية وأعلن أنه غير ملتزم بها في أعقاب سقوط نظام “بشار الأسد”.
سقوط النظام لم يوقف هجمات الاحتلال
وأسفر سقوط النظام في 8 كانون الأول 2024 عن إنهاء وجود “إيران” و”حزب الله” في “سوريا” واللذان كان الاحتلال يتخذهما ذريعة لتبرير غاراته على “سوريا”، إلا أن ذلك لم يمنع قوات الاحتلال من شنّ غارات منظّمة على مواقع أسلحة وذخائر ومقدرات عسكرية سورية لحرمان الجيش السوري منها.
كما أن التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية لم تتوقف حتى اليوم، إذ تواصل قوات الاحتلال شنّ هجمات برية في “القنيطرة” وريف “درعا” داخل قرى مدنية، وكان آخر فجر أمس الاثنين حين دخلت آليات عسكرية للاحتلال إلى قرية “الدواية الكبيرة” وبلدة “عين الزوان” بريف “القنيطرة” الجنوبي، وفي قرى “سويسة” والطريق بين “نبع الصخر” و”مجدولية”.
وقال الناشط “مصطفى الخياط” لصحيفة “القدس العربي” أن الهجوم الإسرائيلي انتهى باعتقال 6 مواطنين سوريين بينهم طفل لا يتجاوز السابعة عشرة من عمره، في حين ادّعت القوات الإسرائيلية أنها اعتقلت خلية تابعة لـ”فيلق القدس” الإيراني في عملية خاصة بمنطقة “تل كودنة” جنوب “سوريا”.