وأخيراً الحكومة تتذكر دورها وتُشكل هيئة عودة المهجرين
الهيئة تأتي بعد إعلان روسيا افتتاح مكاتب لها خاصة بإعادة اللاجئين… ماهي أولوياتها ومالمطلوب منها؟
سناك سوري-متابعات
أصدر مجلس الوزراء السوري قراراً بإحداث “هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج” إلى مناطقهم ومنازلهم التي غادروها بفعل الحرب، من خلال تكثيف التواصل مع “الدول الصديقة” للمساعدة واتخاذ الاجراءات التي تساعد اللاجئين على ممارسة حياتهم الطبيعية عقب عودتهم.
وذكرت وكالة “سانا” السورية الرسمية، أن تشكيل الهيئة التي يترأسها وزير الإدارة المحلية والبيئة “حسين مخلوف”، يهدف لطمأنة اللاجئين بأن الحكومة ستتخذ كل الاجراءات اللازمة لتسوية أوضاعهم وإعادة الخدمات الأساسية إلى مناطقهم التي سبق وأن تعرضت للحرب والمعارك.
ولم تتطرق الوكالة الرسمية لتفاصيل عمل الهيئة، ما يطرح تساؤلات كثيرة عنها وعن خطتها بخصوص عودة اللاجئين السوريين، ويبقى اللافت أن استحداثها أتى بالوقت الذي أمسكت فيه روسيا هذا الملف وجندت له سياسييها وعدداً من مؤسساتها وارتفع منسوب الحديث عنه في وسائل الإعلام.
الخطوة الحكومية السورية تأتي متأخرة جداً وقد بدت مبهمة وغير واضحة المعالم، حيث لم يتم وضع أي معلومة عن خطة الهيئة وتفاصيلها، فقط تصريح مختصر عن تشكيل الهيئة.
ويسجل مهتمون على السفارات السورية في دول اللجوء خصوصاً الأردن ولبنان غياب دورها تماماً تجاه اللاجئين وتحفيزهم على العودة، وكثيراً ماطالب ناشطون السفارة السورية في لبنان أن ترسل مندوبيها إلى المخيمات لمقابلة اللاجئين وتبديد مخاوفهم، فهل هذه المرة سيكون هناك دور حقيقي للسفارات؟!.
أبرز مخاوف اللاجئين من العودة تتمثل في الملاحقات الأمنية، ويرى متابعون أن أفضل حل للتطمين هو إصدار عفو يشمل أيضاً موضوع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والذين يمتنعون عن العودة بسبب مخاوفهم، يضاف إلى ذلك غياب البنية التحتية في مناطق سكنهم التي نزحوا منها، وغياب فرص العمل، وحتى الخطة الواضحة والمشجعة على العودة من قبل الحكومة.
يقول “موفق السخي” وهو أحد الناشيطن في مخيمات اللاجئين السوريين بـ”لبنان” خلال حديث مع سناك سوري: الناس هنا يريدون من حكومة بلادهم أن تمارس دوراً أكبر وأن تأتي التطمينات منها لا من غيرها، والكثيرون يفضلون التنسيق مع السوريين على التنسيق مع الروس وغيرهم، وهم يريدون من الحكومة تحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها أينما كانوا.
ويقع على عاتق الحكومية السورية المسؤولية الكبرى بتقديم تطمينات للاجئين السوريين من أجل عودتهم، بالتأكيد ليس من خلال الكلمات والوعود، إنما من خلال بدئها بعملية إعادة الإعمار وتوفير الخدمات الأساسية للمناطق التي شهدت تدميراً كاملاً في بنيتها التحتية جراء المعارك والحروب، والتي أصبحت اليوم تحت سيطرتها.
كما يتعين على منظمات الأمم المتحدة والجهات المانحة لعب دور تحفيزي أكبر على عودة اللاجئين، من خلال تبني وإطلاق برامج تنموية في المناطق التي نزحوا منها (مناطقهم الأصلية) حتى يتشجعوا أكثر على العودة.
وكثفت “روسيا” من تحركها بشأن إعادة اللاجئين بعد قمة “هلسنكي” بين الرئيسين الروسي “فلاديمير بوتين” والأميركي “دونالد ترامب”، والتي تم الاتفاق فيها على موضوع إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
اقرأ أيضاً: “روسيا” ترسل فريق للعمل على عودة اللاجئين السوريين