الرئيسيةمعلومات ومنوعات

هل يمكن للحمية الغذائية أن تتمكن من علاج التوحد؟

التوحد ينتشر بنسبة 2 بالألف .. وتظهر علاماته قبل عمر سنتين في 80% من الحالات

ليس هناك علاج لمرض التوحد، إنما من المفيد جداً أن يتم التدخل المبكر لإحداث أثر إيجابي في الحالات والمساعدة من خلال التعامل مع الطفل بطريقة صحيحة.

سناك سوري-استشارات طبية

في الوقت الحاضر، يثير موضوع استخدام الحمية الخالية من الغلوتين والكازين في علاج مرض التوحد استفسارات عديدة بين الأهالي والمهتمين. لتفسير هذا الموضوع بشكل أوضح، سنسلط الضوء على التقرير الصادر عن الوكالة الفرنسية لسلامة الأغذية (AFSSA – L’Agence française de sécurité sanitaire des aliments) حول فعالية وسلامة هذه الحمية في علاج مرض التوحد لدى الأطفال.

لنبدأ بتوضيح مفهوم مرض التوحد. وهو اضطراب يؤثر على التطور النفسي والعاطفي للأطفال. ينتشر هذا المرض بنسبة تقدر بحوالي 2 في الألف. ويتفاوت انتشاره بين الذكور والإناث. يبدأ التوحد في مراحل مبكرة من العمر، وفي 80% من الحالات، تظهر بعض العلامات قبل عمر سنتين. وينتج عن هذا المرض اضطراب واضح في التواصل والتفاعل مع البيئة المحيطة.

التوحد لا يملك محددات وراثية

من الجدير بالذكر أنه لا يوجد حتى الآن مؤشر محدد بيولوجي أو وراثي لتشخيص مرض التوحد. وبالتالي يعتمد التشخيص على مراقبة سلوك الطفل واستجواب الأهل والفحص السريري.

إذا مع هذا التوجه الأساسي. دعونا نتناول تأثير الحمية الخالية من الغلوتين والكازين على مرض التوحد. ومن خلال دراسة العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع. تبين أن النتائج تتباين كثيرًا من دراسة إلى أخرى ومن طفل إلى آخر. وغالبًا ما يعتمد التقييم على مشاهدات فردية، وهذا يشكل تحديًا كبيرًا للتوصل إلى استنتاج قاطع. يجدر بالذكر أن العديد من هذه الدراسات كانت تعاني من نقاط ضعف في منهجيتها، كما أشار التقرير الصادر عن الوكالة AFSSA.

إلى جانب هذا. يجب أن نلفت الانتباه إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لاستخدام هذه الحمية. حيث أشارت بعض الأبحاث إلى أن تطبيق هذه الحمية قد يؤدي إلى تعزيز الانعزال الاجتماعي للأطفال المصابين بالتوحد. ويعقد من تواصلهم مع محيطهم الاجتماعي. وهذا يتعارض مع هدف تحسين نوعية حياتهم (يعني هي الحمية لا يمكن اعتبارها علاج. مثلها مثل ما يسمى حجرات الأوكسجين بالضغط العالي! مافي أساس علمي لهي العلاجات حتى الآن).

في الختام. يمكننا القول بأن المعطيات العلمية الحالية لا تقدم دعمًا قاطعًا لفعالية واضحة لاستخدام الحمية الخالية من الغلوتين والكازين في علاج مرض التوحد. يبقى هذا الموضوع مفتوحًا للبحث والنقاش، ويُفضل دائمًا استشارة الأطباء والمتخصصين قبل اتخاذ أي قرار فيما يتعلق بعلاج هذا المرض.

أعد المحتوى الدكتور “غدير برهوم” – موقع سناك سوري             

زر الذهاب إلى الأعلى