هل يكفي أن نعيش في مدن ساحلية لنزور البحر؟
سندويشة الزعتر.. نقطة البداية والنهاية برحلة البحر

تحسدني صديقتي التي تعيش في “إحدى مدن الداخل على بحر اللاذقية حيث أعيش بقربه”. وفي كل حديث بيننا تحملني له الأشواق وتطلب مني صوراً إليه. كونه لم يعد بمقدورها القدوم إليه نتيجة ارتفاع أجور النقل من جهة. وارتفاع تكاليف حجوزات الشاليه من جهة ثانية.
سناك سوري-وفاء محمد
البارحة قررت أن أزور بحر اللاذقية تلبية لنداء أطفالي الذين لم يزوروه هذا العام سوى مرتين خجولتين. وقررت فتح مكالمة فيديو مع صديقتي لأمتعها بمنظر البحر والسباحة فيه تلبية لرغبتها.
عدت إلى المنزل مع أطفالي وشقيقاتي ووالدتي برحلة أنهكتنا مادياً نحن الذين نعيش على السواحل. “ومضروبين بحجرة كبيرة، عايشين جنب البحر”.
البداية كانت بأجور الطرقات مع عتادنا وزوادتنا من المتة الخالية من المكسرات والبزورات. يضاف إليها بضع سندويشات من الزعتر وكيليين خيار.
التاكسي الأول طلَب من دوار الزراعة إلى شاطئ “مسبح أوغاريت” في الشاطئ الأزرق مبلغ 45 ألف ليرة فقط. فقلنا له “الله يرزقك”. وتتالت التكاسي التي توقفت بناء على تأشيرة من شقيقتي، أحدهم طلب 50 ألف والآخر أصرّ على 40 ألف وليرة ما بينزل.
بحسبة صغيرة اكتشفنا أننا سندفع 80 ألف ليرة بالحد الأدنى أجرة تاكسي “روحة رجعة”. فتركنا التكاسي لأهلها وانتظرنا باص الدائري الشمالي استخدمناه ثم نزلنا لنستخدم باص الشاطئ حتى وصلنا إلى البحر. دخلناه “فاتحين” نحاول فقط الحصول على بعض لحظات الاسترخاء بعيد المنال “عن أسناننا”.
حجز الطاولة كان 35 ألف ليرة، جلسنا عليها قليلاً نتقاسم هموم الحياة والمعيشة وأمنيات السفر. لتباغتنا شقيقتي القول: “مشوا سباحة لقبرص”، فننفجر ضاحكين لنكتة لا تحمل أياً من مقومات الضحك إنما البكاء فحسب.
في طريق العودة وبينما كنا مبللين لم تجرؤ ولا واحدة منا أن تشير إلى تاكسي. انتظرنا الباص بكل عنفوان صعدنا إليه. لكن هذه المرة لم يقبل أجرة الـ1000 ليرة. حيث قرر أنه بعد الساعة الثامنة مساء تصبح أجرته 2000 ليرة ويلي مو عاجبو ياخد تاكسي.
وهكذا عدنا إلى منزلنا بعد نزهة البحر الجميل. عدنا مرهقين جائعين دون أن نتجرأ على طلب أي نوع ساندويش من الخارج. فسعر الواحدة تجاوز الـ40 ألف ليرة. عدنا إلى صديقنا الزعتر مرة أخرى، ونحن نرجو الزيت أن يكون وفياً بالقدر الكافي لئلا يفقد من موائدنا.