هل يشفق الرصيف على “عويد” وعائلته؟
سناك سوري-عمر حاج خميس
يفترش “عويد” وعائلته المكونة من 8 أفراد (جلّهم نساء وأطفال) الأرض في كراجات الراموسة، منتظرين صباح اليوم التالي ليسافروا إلى حماة، فقد وصلوا لتوهم من ريف الرقة بعد اشتداد المعارك مع داعش ووصول حجيم الحرب إلى قريتهم ما أدى إلى خروج جميع الأهالي منها في جنح الظلام هاربين من الحرب ومسببيها.
وبعد رحلة بلغت حوالي 14 ساعة وصل “عويد” وعائلته من ريف “الرقة” حيث تنظيم داعش إلى “حلب”
إلا أن الحظ لم يكن بجانبهم، فالساعة الآن تشير إلى الخامسة مساءً، ولا يوجد أي باص للنقل أو بولمان للسفر لأي محافظة أخرى، كما أن “عويد” لا أقرباء له أو معارف في “حلب”، كذلك ليس لديه نقود كافية للإقامة بأحد فنادق المدينة، فكان الحل الوحيد افتراش الطريق وانتظار الصباح للسفر.
يقول “عويد” لـ “سناك سوري”: «لدينا بعض الأغطية سنضعها على الرصيف وننام عليها، فالجو حار ولا حاجة لأكثر من ذلك»، ويضيف: «لقد حجزت في رحلة الساعة السابعة صباحاً إلى مدينة “حماة”، حيث سأستصدر هوية لابني وبعض الأوراق الرسمية التي أحتاجها، ثم سأتجه إلى دمشق حيث يسكن أخي منذ عامين».
“عويد” وعائلته ليسوا الوحيدين الذين يفترشون أرض الرصيف، بل هناك عشرات العوائل الآخرى مثلهم، إلا أن “عويد” كان الوحيد الذي قبل أن يتحدث، بينما رفض البقية الحديث، لقد كانت أعبائهم تكفيهم، فهم يدركون أن أي حديث لن يقدم لهم ما يحتاجونه.
مشهد “عويد” وعائلته يكاد يكون مشهداً يومياً في كراجات “حلب” فالظروف التي تشهدها البلاد تمنع الرحلات ليلاً، وظروف الناس صعبة ليس بمقدورها النوم في الفنادق وتحمل عبء التكلفة، وبالتالي لا خيار أمامهم سوى أرض الكراج التي تتسع لهم وإن كثر عددهم.
ستمضي عائلة “عويد” ومثلها باقي العوائل في الصباح تاركين الرصيف نظيفاً يملأه الكثير من الألم على حال أناس أنهكتهم الحرب، وربما على حال بلد يحاول أن يتعافى.