هل نصنع البطل في سوريا أم نكتفي بوأد موهبته … غادة شعاع نموذجاً
من محاكمة مؤسسة الكهرباء إلى تأخر المراسلات .. هكذا نكرم أبطالنا
تعد صناعة البطل الرياضي علماً قائماً بحد ذاته يرتكز على عدة عوامل نفسية وفنية واقتصادية، وتفرد له الدول الطامحة للتفوق الرياضي، مساحة واسعة في خططها ومشاريعها.
سناك سوري – دمشق
وتبدأ عملية الإعداد منذ الفئات العمرية والبحث عن المواهب في المدارس، وتوفير بيئة التدريب المناسبة والتي تعنى بأدق تفاصيل الاهتمام والرعاية باللاعب نفسياً وجسدياً واجتماعياً، بغية حصد المراتب العليا في المسابقات العالمية والأولمبية.
وتصل الدول في سعيها نحو المجد الرياضي، للبحث عن المواهب الواعدة في الدول الأخرى، ومنحها جنسيتها وحتى دمجها بمجتمعاتها الجديدة، للوصول بالنهاية لرفع راية البلاد في المحافل الدولية.
وبينما تتسابق الدول بحثا عن الأبطال، نجد في “سوريا” سباقاً من نوع آخر وباتجاه معاكس، نحو تطفيش البطل والتقليل من قيمة ما ينجزه صغيراً بدا ذلك الإنجاز أو كبيراً، في سعي يبدو ممنهجا لتدمير إمكانياته، والتملص من مسؤوليات رعايته.
الأمر اتضح جليا من حديث البطلة الأولمبية السورية “غادة شعاع” الأسبوع الفائت عبر برنامج “الكابتن”. والذي استعرضت فيه الكثير من صور الإساءة والإهمال من القائمين على الرياضة بحق النجمة المتوجة بذهبية أولمبياد “آتلانتا” للسباعي ضمن ألعاب القوى.
وتضمن حديث “شعاع” الكثير من المواقف المسيئة بحق بطلة حصدت الذهبية الواحدة بتاريخ “سوريا” في الأولمبياد، من إهمال إصابتها بعد المشاركة الأولمبية، وإشراكها برغم عدم جاهزيتها في أولمبياد “سيدني”، وصولا إلى محاكمتها بعد دعوى قضائية من قبل مؤسسة الكهرباء، والاتحاد الرياضي العام، بحجة غيابها عن عملها في محطة “محردة” الحرارية.
ربما الحديث الأدق في سوريا هو عن وأد البطل لا صناعته، حين تقوم مؤسسات رسمية بمحاربة من رفع العلم السوري في “الولايات المتحدة” متوجاً، وتهدده بالسجن والدعاوى القضائية، فهل يستقيم أن تضطر الرياضية الذهبية “غادة شعاع”، لدفع قرابة مليوني ليرة لتتجنب دخول السجن؟.
والمزعج أكثر أن تلك الصور التي استعرضتها “شعاع”، تعود لسنين سابقة، لكن مفاعيلها لم تذهب مع تلك السنين، وما تزال قائمة فكلنا يذكر حذاء الرباع الأولمبي “معن أسعد” المهترئ في أولمبياد “ريو”، واستبعاد بطل الوثب العالي “مجد الدين غزال” عن بطولة العالم لألعاب القوى، بسبب تأخر المراسلات، وغيرها من صور الإهمال وقلة الوفاء مع من رفع اسم “سوريا” عالياً.
ويأتي ذلك بينما لا يمر أسبوع إلا وأخبار حصد أبطال الرياضات الفردية السورية لميداليات متنوعة يتصدر العناوين، أي أن البلاد ولادة ومعظم ما نحصده من بطولات يأتي أولا من جهدهم الذاتي وبناء نجاحهم بأيديهم، فكيف لو توفرت لهم مقومات صناعة البطل الحقيقية؟.
ويبقى السؤال هل تشكل تصريحات البطلة الذهبية “غادة شعاع”، صدمة إيجابية في رياضتنا لعل القائمين عليها يلتفتون لوجع الرياضي بشكل صادق وجدي، بحثا عن رفع راية “سوريا” في مختلف الميادين رغم ما تكابده من حرب وحصار؟.