الرئيسيةشباب ومجتمع

انكفاء عن التفاعل مع احتجاجات السويداء .. تجنباً للمشادات الافتراضية

تراشق اتهامات عبر السوشال ميديا بسبب الملاحظات على الحراك

بعد نحو أسبوعين على احتجاجات السويداء، يبدو الوضع صعباً إلى حد ما عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إذ هناك ميل للصمت لدى كثير من أهالي المدينة. الذين لم ترق آراؤهم للبعض الآخر فتبدأ الخلافات الافتراضية التي لا تقدم ولا تؤخر سوى مزيد من الخلافات والمشاكل.

سناك سوري-رهان حبيب

رغم أن البعض لا يتجاوب مع دعوات التظاهر والاحتجاج، إلا أنهم لا يهملون متابعتها بشكل يومي. بهدف معرفة التطورات فيها، ولا سبيل لأي مصدر معلومات باستثناء وسائل التواصل الاجتماعي. لكن التفاعل مع أخبار الاحتجاجات بات شبه غائب لدى كثر من أهالي المدينة. بهدف عدم الدخول في مشدات كلامية، وسط استمرار حالة القلق والترقب.

افتقدت “منال” 55 عاماً، معلمة متقاعدة، حماس المشاركة في الشارع. كذلك التعليق على كثير من المنشورات، مكتفية بوضع إعجاب عليها. ومؤخراً قررت الاكتفاء بقراءتها فقط.

تضيف لـ”سناك سوري”: «أحترم آراء ومواقف المحتجين ومن اختاروا الوقوف بالساحات منذ أسبوعين. وقد اتفق معهم في عدة مواقف وعندما شاركت بعض البوستات أضفت رأي خاص بي تحولت صفحتي لساحة مواجهة هذا يؤيد وذاك متشنج علق بطريقة مستفزة. ولا ننسى كيل الاتهامات وتكررت الحالة مرتين أو ثلاث فاخترت الصمت كي أقفل أبواب جديدة للخلاف والتوتر».

ترى المعلمة المتقاعدة أنه ليس من الصواب، الدخول في نقاش متشعب الأطراف، ولكل واحد فيهم رأيه وموقفه الخاص.

بينما يرى “إياد” 33 عاماً من أهالي المدينة، أن النقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مضيعة للوقت. ويضيف أنه انتقد قبل فترة سلوك المحتجين خلال حوار له مع صديقه، ليقوم الأخير باتهامه بالجُبن كونه فقد شجاعة الخروج والاحتجاج. فما كان من إياد” إلا إيقاف النقاش عند هذا الحد وتقديم اعتذار من صديقه، مقدراً حالة المحتجين من توتر وانفعال.

خرج “إياد” في اليوم الأول من احتجاجات السويداء لفترة قصيرة، وأبدى بعض الملاحظات التي تتعلق بعدم التنظيم، وأخبر أصدقاءه أن هناك طرق عديدة للتعبير. مطالباً إياهم في أحد التعليقات بالفيسبوك، بالتروي واللقاء تحت إدارة واحدة للحراك لكنه تلقى اعتراضاً كبيراً على تعليقه. ما دفعه لعدم التفاعل مجدداً، مردفاً أن أكثر ما يزعجه إحساسه بأن رأيه مُصادر من قبل شريحة كبيرة من أصدقائه.

ليس من الصواب، الدخول في نقاش متشعب الأطراف، ولكل واحد فيهم رأيه وموقفه الخاص

وتعرضت “راية” 44 عاماً مرشدة اجتماعية لهجوم كلامي كبير تضمّن ألفاظاً مسيئة. لأنها كتبت منشوراً عبر صفحتها الشخصية في فيسبوك، طالبت فيه بالتعقل وعدم تعطيل دوائر ومؤسسات الدولة لأن أهالي المدينة أول من سيتأذى.

تضيف: «تعرضت لهجمة كلامية شرسة كان أكثرها إزعاجا تلك التي وصفتني بالضعف والجبن. حاولت الرد بكثير من الصبر والانتباه لكن النتيجة مهاترات طويلة وأخذ ورد فاخترت حذف المنشور».

أخيراً إن ما يحدث في الساحات والهتافات والصور والرايات والبيانات مادة دسمة للحوار وإبداء الرأي. لكن الانحياز الواضح للرأي الشخصي والموقف الانفعالي، فرض حالة صمت وتفاعل حذر مع ما تنشره مواقع محددة اهتمت بمتابعة الحراك ومواقع اهتمت بالنقل عنها. ويبقى للمتابعين فرصة الاطلاع دون التعليق والتقيد بسياسة عدم التفاعل بحالة من الترقب بانتظار أخبار جديدة علها تفضي لنوع من الحوار يقود للتهدئة والخروج من حالة القلق التي يعيشها غالبية أهالي المدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى