هل سوريا ماتزال تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع؟
نمت على تدريس طفلتي أن "سوريا تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع" واستفقت على خبر الموافقة على استيراد الحمص والعدس!
تصادف أمس الأربعاء أني أراجع لطفلتي في الصف الرابع الإبتدائي مادة الاجتماعيات تحضيراً للتسميع فيها اليوم بمدرستها. تلبكتُ كثيراً حين سألتني عن معنى عبارة “سوريا تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع”. وكيف يمكن أن تجيب عن السؤال. لأنازع غصتي العميقة وأشرح لها المعنى الذي غاب عن بلادنا اليوم.
سناك سوري-رحاب تامر
ازدادت غصتي قليلاً صباح اليوم الخميس، وأنا أقرأ خبر الموافقة على توصية اللجنة الاقتصادية. السماح باستيراد البقوليات “حمص، عدس، فول، فاصوليا، بازلاء”. بهدف التصنيع والتعليب والتصدير.
للوهلة الأولى اعتقدت أن سوءاً ما أصاب عيني. أعدت قراءة الخبر المنشور عبر صفحة رئاسة الحكومة بالفيسبوك عدة مرات حتى تأكدت. ثم حاولت إقناع نفسي بأن الأمر بداعي التطور وبأني حمّلت القصة أكبر من حجمها. فقادني فضولي نحو التعليقات، لأكتشف مدى صوابية خذلاني من تعليم طفلتي مفاهيم لم تعد موجودة.
للأسف كل المعلقون والمعلقات على الخبر يشبهونني في وجهة نظري. فها هي إحداهنّ تقول: “ليش أرض سوريا، جرداء، ميتة لا تصلح لزراعة البقوليات والحمص؟”. وهو ذا “حيدر” الذي تساءل “ضل شي ما استوردتوه بدل ما تدعموا الزراعة”.
كذلك “أبو يزن”: “عأساس بدكن تشترو هالمحاصيل من الفلاح وتدعموها، وكل كيلو 3 آلاف، شو صار قرب الموسم … تووووت…”. أما “زياد” فيشبهنا كلنا، إذ قال إن ما يحدث لا يمكن أن يدخل العقل. ولا بأي لغة، علمية أو اقتصادية أو إدارية، فكيف دولة زراعية بأرض خصبة تتكلم عن استيراد محاصيل زراعية.
ليأتي جواب “آيلا” متقاطعاً مع آراء الغالبية من المعلقين، وتقول: “قلة أراضي بدها زرع؟”. داعية لتشجيع الفلاحين على الزراعة وتقديم كل التسهيلات لأن “سوريا كل عمرها بتاكل من إنتاجها فشو صار علينا لنستورد”. نعتذر يا “آيلا” لا أحد يمتلك جواب هذا السؤال.