بقيت المسلسلات الكوميدية السورية، الورقة الرابحة منذ انطلاقة الدراما، ليتم تغييب الضحكة عن وجه المشاهد المعتاد عليها، نتيجة ظروف أصابتها خلال الحرب، وضاعت فيها الأقلام المختصة بكارها.
سناك سوري _ خاص
أجمع العديد من صناع الدراما السورية وكتّابها، على أن غياب النص الكوميدي، سببه الحالة النفسية السيئة السائدة في الشارع السوري. ماجعل التوجه نحو الأعمال المهتمة بتفاصيل الحرب ونتائجها هو السائد فيما بينهم.
إلا أن الفنان “أيمن زيدان”، عاكس الفكرة و خاض تجربة كوميدية، في رمضان 2022،بمسلسل “الفرسان الثلاثة”. الذي لم ينل حقه من المشاهدات المطلوبة، لذا لم تصل فكرته المشابهة لأحوالنا اليومية، لعدد لا بأس به منا.
اقرأ أيضأ:أيمن رضا: لا يمكن صناعة كوميديا حالياً والأفضل أن نجلس بدار السعادة
فكان “الواق واق”، هو التجربة الكوميدية الأخيرة 2018، للكاتب “ممدوح حمادة” والمخرج “الليث حجو”، بعد تعاونهما في “ضبوا الشناتي”. الأكثر تمثيلاً للواقع، من خلال ماجرى مع عائلة “خليل وفيحاء” من أحداث.
حيث تم عرض اليوم الكامل للسوري في الحرب، ضمن قالب الكوميديا السوداء، وشمل كل الطبقات الاجتماعية بمواقفهم تجاه ما يجري. فكان الإجماع على ضب الشناتي ومغادرة البلاد، بحثاً عن مكان يملؤه الأمان.
إلا أن العقبات كما جرت العادة كانت تقف بطريقهم، وعاشت تلك العائلة كل التفاصيل، من رصاص، وخطف، وتفجيرات، وغلاء وكل ما نعيشه يومياً، ما جعلنا نتعلق بالمسلسل ونحضره مراراً. كإشارة لمحبة الجمهور لمثل تلك الأعمال، إلا أن السر وراء غياب ملاحظة القائمين على الدراما لتلك المعلومة لايزال غير واضحاً حتى الآن.
اقرأ أيضاً:عامر العلي: النصوص الكوميدية ضعيفة وتعتمد المبالغة
ويبقى لكل مجال أهله والمختصون فيه، ولكن جولة في سوق سوريّة. أو جلسة مع مواطن سوري يروي تفاصيل حياته وعائلته. توحي بعشرات أفكار الكوميديا السوداء، التي قد يتم ترجمتها عالورق معلنةً عن عمل بمائة حلقة لو أرادوا.
ولكن إن كانت سياسة “حسب السوق منسوق”، فستظل الأعمار محصورة في إطار الدراما المشتركة، والمعرّبة، والبيئة الشامية، التي تدر الأرباح الطائلة على المنتجين المتخوفين من خوض المغامرة الكوميدية.
تماشياً مع الحالة العامة الموحية بأن الابتسامة رحلت، وبقي صناعها على أمل استعادتها من خلال عمل درامي يمنح السوريين ساعةً من المتعة في يومهم عبر متابعته.
فقصص انقطاع الكهرباء، وتقنين كل شيء، والقرارات التي لا تشبهنا، تركت بداخل كل منا تفصيلاً مضحكاً، وتحول معظمها لتريندات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فلمَ لا يتم استغلالها وعرضها سواء تلميحاً أو تصريحاً في مسلسل يعيد الألق للكوميديا السورية؟.