الرئيسيةحكي شارع

شقيق ندى يروي تفاصيلاً صادمة: أخرجناها حية لكن لم يوجد طبيب

الإهمال يقتل مهندسة شابة في اللاذقية.. ومطالب شعبية باستقالة مسؤولي المدينة

مثل العديد من السوريين الضحايا، خسرت “ندى داؤد” حياتها غرقاً، لكن ليس في عرض البحر بحثاً عن حياة أفضل، إنما في فتحة صرف صحي لم يعمل المسؤولون في محافظة “اللاذقية” على إغلاقها، في مشهد إهمال وتقصير جديد يدفع ثمنه أهالي المدينة.

سناك سوري-دمشق

لا يبدو أن قصة “ندى” ستنتهي بسهولة على مسؤولي المدينة، بعد أن هزّت الرأي العام على طول البلاد وعرضها، وازداد المشهد قوة بعد التفاصيل الصادمة التي رواها شقيق الضحية “غانم” الذي قال في فيديو مصور بثته صحيفة الوطن، إنه كان يحاول مع اثنين من عناصر الإطفاء إخراج شقيقته، لأنه لم يكن يوجد أي ضفدع بشري مكرراً تساؤله عدة مرات: “ليش ليش ليش”.

لم تتوقف تساؤلات الشقيق الملكوم برحيل شقيقته الوحيدة وهي مهندسة في الـ25 من عمرها، وقال إن الحفرة التي تدخل “شاحنة” بها بقيت مفتوحة لأكثر من 30 يوماً ليعيد سؤاله “ليش”. لافتاً أنها أغلقت عند الساعة الـ3 صباحاً من يوم الخميس الذي جرت فيه الحادثة.

“غانم” وصف ما جرى بالمسخرة حيث كان هناك كثير من الناس التي تصور، لكن أحدا لم يبادر للمساعدة، وروى كيف أنهم بحثوا عن حبل في منازل الجيران لإخراجها، ولم يكن هناك أي ضوء ليتقدم أحد السائقين ويشغل سيارته وتوجيه الضوء للحفرة.

يؤكد الشقيق أن قلب ندى كان مايزال ينبض حين أخرجوها، ولم يتمكنوا من إيصالها لسيارة الإسعاف إلا بعد ربع ساعة بسبب الزحام كما قال، وأضاف أن الممرض أخبره أنه لا يوجد طبيب وطلب مساعدته بمحاولة إنعاشها وتقديم الإسعافات الأولية، لكن دون جدوى.

اقرأ أيضاً: عاصفة اللاذقية تغرق الشوارع مجدداً رغم استعدادات المحافظة للمنخفض
مطالب بالمحاسبة

وعبر كثير من الناشطين والناشطات عن غضبهم إزاء ما جرى، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال إضافة إلى استقالة مسؤولي المحافظة، وقال “قتيبة”، إنه لا مكان هنا للمبررات، ويجب أن يتم تحديد المقصر ومعاقبته بدون تردد.

ومثله “عبدو” الذي قال إن على المحافظ وكل المعنيين بالصرف الصحي والنظافة الاستقالة، بينما قالت “وفاء”:  «فيه “ريكار” أكبر يا ندى كلنا واقعين فيه وكمان ما رح نطلع منو».

المحامي “عارف الشعال” بيّن الأثر القانوني للحادثة وقال: «بالنسبة للمسؤولية الجزائية المترتبة على من ترك فتحة الصرف الصحي بدون غطاء وأدى لوفاة المهندسة المأسوف على شبابها. سواء أكان متعهد أو رئيس بلدية أو أي كان، فهي جنحة التسبب بالوفاة المنصوص عليها في المادة 550 من قانون العقوبات التي تقول: ((من سبب موت أحد عن إهمال أو قلة احتراز أو عدم مراعاة القوانين والأنظمة عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات))، بالإضافة لتعويض مادي لورثة المغدورة يحكم به إذا كان هناك ادعاء شخصي. ويحاكم الفاعل المقصر أمام محكمة بداية الجزاء وليس أمام محكمة الجنايات».

الخميس الأسود

فوج إطفاء “اللاذقية” وصف يوم الخميس الذي جرت فيه الحادثة بالأسود، وقال إن ضحاياه هم الشابة “ندى” وشاب آخر توفي نتيجة الصاعقة على الكورنيش. وأضاف الفوج أنهم حاولوا كثيراً إنقاذ المهندسة إلا أنهم لم ينجحوا.

في غضون ذلك أعلن مجلس المدينة عقد جلسة “استثنائية” لمناقشة واقع الصرف المطري في المدينة، وبحسب الصفحة الرسمية لمجلس المدينة في فيسبوك، فقد أوصى المجلس بتشكيل لجنة متابعة، إضافة إلى اتخاذ كل التدابير القانونية بحق من يثبت تقصيره وإهماله وتسببه بوفاة المهندسة الشابة.

وشهدت المحافظة هطولات مطرية غزيرة أعادت مشهد الفيضانات للشوارع، بعد أقل من أسبوعين على فيضانات مشابهه، ورغم الوعود السابقة بعدم حدوث فيضانات إلا أنها حدثت وأدت لوفاة شابة بعمر 25 عاماً.

اقرأ أيضاً: المطرة الثانية كما الأولى تؤدي لفيضانات في اللاذقية

 

زر الذهاب إلى الأعلى