مؤتمر الحوار الوطني.. حين تكون الدعوة شكلية سيكون الغياب حتمي
إشعار متأخر، ترتيبات معقدة، وغياب بعض الشخصيات يطرح تساؤلات حول جدية المؤتمر

أعلنت عدة شخصيات سورية اعتذارها عن حضور مؤتمر الحوار الوطني، الذي ينطلق غداً الثلاثاء، وذلك لضيق الوقت وعدم قدرة كثير منهم على الوصول إلى دمشق خلال يومين فقط، خصوصاً لمن هو مقيم في اوروبا والدول الغربية.
سناك سوري-دمشق
وقالت ممثلة الائتلاف السوري في الهيئة العليا للمفاوضات، “سهير الأتاسي”، إنها مضطرة للاعتذار لأسباب خارجة عن إرادتها، تتعلق بوثائق السفر، وأضافت عبر منشور لها بالفيسبوك: «أعلم أنّ صوتنا سيكون حاضرًا بحضور العديد من الصديقات والأصدقاء من الذين بقوا قابضين على جمرة الثورة وبوصلتها وأهدافها، تلك الأهداف التي تعني كل السوريين وليس فقط بنات وأبناء الثورة: الوصول لسوريا الحرية والعدل والكرامة.. سوريا المواطنة المتساوية وضمان الحريات وحماية الحقوق»، مقدمة شكرها للجنة التحضيرية.
بدوره السياسي “جهاد مقدسي”، اعتذر عن الحضور نظراً لصعوبة وصوله من واشنطن إلى دمشق، كذلك بسبب التزامات أخرى ليست مهمة إلا أنه لا يستطيع تخطيها دون ترتيب، متوجهاً بالشكر للجنة التحضيرية ومتمنياً النجاح لهذا الاستحقاق الوطني الهام، على حد تعبيره.
وبسبب استحالة الوصول إلى دمشق بالموعد المحدد، اعتذار أستاذ القانون الدستوري “سام دلة”، عن الحضور، مضيفاً أن السبب الآخر لاعتذاره: «لا أرى في طريقة وتوقيت إرسال الدعوة جدية بالتعاطي مع هكذا استحقاق وطني».
ولا يختلف الحال لدى السياسي “جورج صبرة” الذي اعتذر عن الحضور، بسبب ضيق الوقت بين الدعوة وانعقاد المؤتمر واستحالة الحضور، مشيراً أنه يعيش في العاصمة الفرنسية باريس منذ فترة، وتمنى النجاح للفاعلين في تحقيق أهداف المؤتمر.
الاستشاري في التنمية والحوكمة، “فادي حليسو”، كذلك أعلن اعتذاره عن تلبي الدعوة، وقال: «وصول الدعوة قبل بيومين فقط بيعطي انطباع بعدم جدية الدعوة ومؤتمر الحوار من أصله. أكيد أنا قادر سافر على حسابي من ألمانيا لدمشق لحضور المؤتمر بس اكيد إني بحاجة اكتر من يومين لترتيب إجراءات السفر والارتباطات العائلية».
وختم متسائلاً: «من ناحية تانية مو واضح إذا المؤتمر حيكون في اله تتمة بعد هاليوم الواحد. بس ما بعرف شو التوقعات من اجتماع ليوم واحد».
الدبلوماسي السوري الذي انشق عن النظام مع بداية الثورة، “حسام حافظ”، برر اعتذاره عن الحضور لتعقيدات الحصول على الإذن بالمغادرة لمرة واحدة، «كذلك صعوبة إجراءات السفر في ظل هذا الإشعار قصير المدى». مؤكداً ثقته الكاملة بمن سيحضر المؤتمر.
الصحفي “حازم العريدي”، قال إن اعتذاره بأتي نظراً «للآلية غير المناسبة في اختيار الحضور دون التشكيك بكفاءة أي منهم إذ لا أعرف من سيكونون».
وأعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار السوري أمس الأحد، عن موعد المؤتمر غداً الثلاثاء، وقالت إنها بدأت بإرسال الدعوات، الأمر الذي حظي بالعديد من الانتقادات نظراً لضيق الوقت، خصوصاً بالنسبة للمقيمين والمقيمات خارج سوريا والذين لن يستطيعوا الوصول في الوقت المحدد.
عندما يتحوّل مؤتمر الحوار الذي يفترض به أن يكون جامعاً إلى حدث يعاني من غياب بعض الشخصيات المدعوة بسبب سوء التنظيم وضيق الوقت، فإن التساؤل المشروع يطرح نفسه: هل الهدف هو إنجاح الحوار فعلياً، أم الاكتفاء بمشهدٍ دعائي يضاف إلى سلسلة المبادرات الشكلية؟