خميس المواطن ليس محبوباً جداً.. وخميس المسؤولين والتجار ورجال الأعمال عشق من نوع آخر
سناك سوري-رحاب تامر
إنه الخميس مجرد يوم سوري آخر، يشبه ما قبله وربما ما سيأتي بعده أيضاً، في الحقيقة خميس أسبوعنا ليس مبتكراً جداً ولم يحمل لغالبيتنا شيئاً مما ننتظره ونبتغيه.
لماذا الخميس؟، يسأل سائل، وأجيبه، يا أخي أبعد سوء الظنون والنية، الخميس لأنه آخر أيام الأسبوع، حيث من المفترض أننا نجهز للعطلة، والسيران، وسهرة المساء الحميمية، مع الزوج، الزوجة، أو الأصدقاء، لكن خميسنا لم يتح لنا مثل هذه الطقوس في ظل زحام أيامنا.
تسأل طفل مشرد أدماه الحلم، شو بيعنيلك الخميس، فيرد عليك بلهجة اللامبالي، «لا يعني لي شيئاً، هو مجرد يوم آخر أدار ظهره لي والتفت نحو من يملكون الوقت والمال والقوة».
السؤال نفسه تتوجه به إلى موظف ينتظر يوم آخر الشهر بلهفة عاشق أضناه طول البعد، فيقول لك، «إن صادف يوم قبض الراتب أكرهه، لأنه سيصادف يوم إفلاسي أيضاً، لا أحبه أبداً إنه مجرد يوم عاجز لا يشعر بي أبداً كما سواه من باقي الأيام».
اقرأ أيضاً: رومنسية سيدة سورية.. هذا ما أحلم به!
وحده الحلاق يحب هذا اليوم جداً، فهو اليوم الذي ووفقاً للأعراف، يجتمع فيه الرجال لقص شعرهم، إن الخميس ماهر جداً في منح الحظ لكل أولئك الذين يجيدون حلق رؤوس الرجال!.
المسؤول ومثله رجال الأعمال أيضاً يحبون يوم الخميس، فهناك في سهرتهم الكثير من الخمر، والاحتفالات والسهرات والأجواء الجميلة، ماهر هذا اليوم في صنع السعادة لهذه الفئة من السوريين.
وهو أيضاً يوم قد يبدو سعيداً للمقبلين على الزواج الذين يختارونه يوماً لحفل زفافهم، تلك الخديعة، خديعة السعادة سرعان ماتزول مع توالي باقي أيام الخميس الأخرى، فيدرك الزوجان أن الخميس كان أتعس أيام حياتهما على الإطلاق، وربما يلعنانه كل أسبوع.
بالعموم ومهما بدا سيئاً وكئيباً، لئيماً أو قاسياً، مستهتراً أم عابث بنا، فإن هذا الخميس سيمضي.
اقرأ أيضاً: “الخبزة المدعومة” كلمة السر لحل “الأزمة اللبنانية”.. اسألوا السوريين وشوفوا! – رحاب تامر