هجوم حلب يشعل خلافاً دولياً وتراشق اتهامات في مجلس الأمن
موسكو لا تغيّر موقفها من دمشق .. وتتهم أوكرانيا بدعم هجوم النصرة
اشتعل الخلاف بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن خلال نقاش جلسة الأمس بشأن الأحداث في “حلب” عقب سيطرة جبهة النصرة عليها.
سناك سوري _ دمشق
وعاد الملف السوري لتصدّر الأحداث العالمية وللحضور بقوة في مجلس الأمن. وتحوّل النقاش إلى تراشق اتهامات مباشرة بين المندوبين الروسي والأمريكي.
حضور الخوذ البيضاء يفتح باب الخلاف
وبدأ توتر الأجواء حين تم الإعلان عن حضور مدير منظمة “الخوذ البيضاء” “رائد الصالح” لإلقاء كلمة في الجلسة. حيث رفضت وفود “روسيا” و”الصين” حضور “الصالح” باعتبار أن منظمته داعمة لـ”جبهة النصرة” المصنّفة إرهابية على قوائم مجلس الأمن. لكن تصويت الحاضرين أدى لتثبيت حضوره وإتاحة الفرصة له لإلقاء كلمةٍ هاجم فيها “دمشق” و”موسكو”.
احتدام الصدام الروسي الأمريكي حول سوريا
لكن الخلاف وصل إلى أشدّه حين اتّهم نائب السفيرة الأمريكية “روبرت وود” الحكومة السورية و”روسيا” بارتكاب جرائم بحق المدنيين في “حلب” و”إدلب”. واعتبر أن إدراج “واشنطن” و”الأمم المتحدة” لـ”النصرة” على قوائم الإرهاب لا يبرر ما وصفها بـ”الفظائع” التي ترتكبها القوات السورية والروسية على حد تعبيره.
ليرد المندوب الروسي “فاسيلي نيبينزيا” على نظيره الأمريكي بالقول أنه لا يملك الشجاعة لإدانة هجوم إرهابي على المدنيين المسالمين. فأجاب “وود” أن “نيبينزيا” ليس بوضع يسمح له بإلقاء المحاضرات لأن “روسيا” تدعم الأنظمة الراعية للإرهاب حول العالم فيما تحارب “الولايات المتحدة” الإرهاب على مدى عقود وفق حديثه.
المندوب الأمريكي نفى صلة بلاده بهجوم “النصرة” على “حلب” وقال أن “الولايات المتحدة” ستواصل حماية مواقعها العسكرية في شمال شرق “سوريا” لمنع ظهور “داعش”. في حين اتهم المندوب الروسي المخابرات الأوكرانية بتنظيم الأنشطة القتالية وتزويد المسلحين شمال غرب “سوريا” بالطائرات المسيّرة والأسلحة وغيرها. مشيراً إلى وجود مدربين عسكريين أوكرانيين في “إدلب” يقومون بتدريب عناصر “النصرة”.
بيدرسون يدعو لفتح المعابر أمام النازحين
المبعوث الأممي الخاص إلى “سوريا” “غير بيدرسون” دعا بدوره كل الأطراف لحماية المدنيين وإتاحة العبور الآمن للفارّين من العنف. داعياً إلى خفض التصعيد لتفادي الخطر الذي يهدد وحدة “سوريا” وسلامة أراضيها.
وقال “بيدرسون” أنه سيعود إلى المنطقة قريباً لإجراء محادثات من أجل دفع العملية السياسية.
دمشق تتهم الاحتلال الاسرائيلي بالتورط بهجوم حلب
قال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة “قصي الضحاك” أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية مهدت الطريق لهجوم المسلحين على “حلب”. معتبراً أن الهجوم لم يكن من الممكن تنفيذه دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك.
وطالب “الضحاك” مجلس الأمن بإدانة الهجوم. مضيفاً أن “سوريا” ماضية في ممارسة حقها السيادي وواجبها الدستوري والقانوني في محاربة الإرهاب بكل قوة وحزم. مشيراً إلى أن التنظيمات “الإرهابية” جزء من المشكلة ولا يمكن تصور عملية سياسية مع “داعش” و”النصرة”.
صراع الدول يمنع التوافق على قرار
مجدداً ينعكس الخلاف الروسي الأمريكي على الملف السوري حيث لم يخرج اجتماع مجلس الأمن بأي قرار أو بيان واضح. في ظل انقسام دولي طالما كان واضحاً منذ بداية الأزمة السورية. بينما أظهرت حدة الخطاب الروسي تمسّك “موسكو” بدعم “دمشق” على عكس ما أشيع عن تخلّي “روسيا” عن دعمها للحكومة السورية.
في المقابل. وعلى الرغم من تنصّل “واشنطن” و”أنقرة” من المسؤولية عن هجوم “النصرة” أو دعمه لكن دون إبداء إدانة أو اعتراض على ما حدث وتحويل سياق الأحداث لتوجيه الاتهامات المتكررة لـ”دمشق” و”موسكو” وتحميلهما مسؤولية الأحداث وسقوط الضحايا وتهجير المدنيين.
يذكر أن جبهة النصرة وحلفائها شنوا هجوماً مسلحاً على حلب أدى لسقوطها تحت سيطرتهم يوم الخميس 28 تشرين الأول 2024. لتخرج بذلك عاصمة الاقتصاد السوي لأول مرة عن سيطرة الحكومة السورية ويدخل ملايين الناس في حلب بالمجهول.