الرئيسيةشخصيات سورية

هالة شوكت.. رفضت ثراء زوجها الأول اختارت الفن وتوفيت بدار السعادة

هل غارت فاتن حمامة على عمر الشريف من هالة شوكت؟

«ما يتعلق ببيتي الزوجي النهاية صارت معروفة، وقبلها كان القلق والانتظار لما هو مجهول. تزوجت قبل الفن ، بدون حب ، وصار الحب محرما. وبعد الطلاق كبرت على الحب، أو صار الحب خاليا من بريقه المعهود. آخر حب لا اعرفه ، وربما لن اعرفه. صرت أؤمن بالود». بهذه الكلمات عبرت الممثلة السورية الراحلة “هالة شوكت”. لمجلة “الشبكة” اللبنانية 1979 بعد انفصالها عن زوجها الثاني الموسيقار “أمين الخياط”.

سناك سوري – دمشق

يبدو أن شقراء الشاشة اجتازت بصعوبة مرحلة الطلاق تقول: «صرت متفرغة لعملي بعدما كنت متفرغة لحل مشاكل حياتي. أنا مرتاحة منذ أربعة أشهر على الأقل، أوقفت تعاطي الحبوب المنومة. صرت أنام هادئة وبدون قلق وهواجس. وبدون تفكير بالغد وبما سيأتي من زواج استمر عشر سنوات».

تحكي نجمة “كاسك يا وطن” عن المواقف المفصلية التي اتخذتها في حياتها. قائلة: «كل يوم يحتاج الإنسان إلى اتخاذ موقف أحيانا يكون الموقف أمام النفس والرغبات والأخطاء. موقفي الأخير معروف “الطلاق”، الأول لا اتذكره لكني أتذكر حينها رفضت ثراء ورفاهية زوجي الأول واخترت “الفن” وطلقني وقتها بالطبع».

«أطمح أن أعيش بعيدة عن الزواج ومن أجل طموحاتي، طمحت إلى الحياة المستقرة. وطمحت إلى هدوء البال، وإلى مكانة فنية راسخة ، طمحت ، لكن تخفق الأعمال أحيانا» تقول “شوكت” وتضيف أن طموحها كان آنذاك. تأسيس شركة تلفزيونية مع منتجين وفنانين.

هالة شوكت

تذكر حسناء الشاشة السورية أكثر الأوقات التي رقص فيها قلبها من شدة السعادة وتقول: «فرحت حينما حصل ابني الأكبر، على شهادته الجامعية وعاد. فرحت حينما صفق لي جمهور حلب في العام 1966، أكثر من المطربة التي كنت أقدمها حينما. أخيرا فرحت بالهدوء النفسي. وأفرح كلما اتذكر اني : أم . واني : فنانة  واني احترم نفسي دائما».

اقرأ أيضاً: “هالة شوكت” الحسناء التي هددت نجمات السينما المصرية
اليأس يذهب كالبرق

“اليأس نجهل تدوين زمن مجيئه وزمن ذهابه”، تقول بطلة “الفصول الأربعة” وتضيف: «على الأرجح هو يأتي كالبرق ! يذهب بالنسبة لي كالبرق أيضا. أنا متفائلة جدا : وصابرة على الصعوبات جدا ! لكني يأست من تحقيق كل ما أريد في وقت واحد».

الفنانة الراحلة، تحدثت عن هواياتها، في التطريز وتغيير معالم البيتحيث تنقل الديكور من مكان لآخر، وقالت: «أغير أمكنة اللوحات المطرزة. أغير أحيانا غرف المنزل وعندي هوايات أخرى كالقراءة .. أقرأ إحسان عبد القدوس وشعر نزار قباني وبعض الأدب المسرحي. عندي هواية ، أو عادة ، أعتقد أنها سيئة وتضر بي أجد في نفسي رغبة مستمرة بالجلوس وحيدة ، “أصفن” في لا شيء. ثم اكتشفت أن وقتا طويلا مضى على حالتي، وأحيانا تعربد أفكاري فأجد نفسي قد تحولت بقدرة قادر إلى قائد عربي. يخوض المعارك وينتصر فيها طبعا ، وأحيانا امرأة خارقة المعجزات».

هالة شوكت تمارس هوايتها بالحياكة والتطريز
قصتها مع فاتن حمامة

تكشف “النجمة السورية” لمجلة “الشبكة” عن بداياتها وكيف فتحت أبواب الفن أمامها وهل كما يقال أن لـ”فاتن حمامة” يد في إبعادها عن السينما المصرية. تقول : «كنت أجهل كل شيء عن السينما عندما التقاني في دمشق “هنري بركات” ، بعد مشاهدته صوري في إحدى المجلات. ثم أرسل لي مندوبا عنه مع المخرج “عاطف سالم” ، ليحملاني إلى القاهرة ، بعيدا عن بيتي الزوجي. حيث وجدت نفسي غريبة مع المجموعة السينمائية التي تعمل في فيلم “موعد مع المجهول” أول أفلامي الذي وقفت فيه مع “عمر الشريف” لنتقاسم البطولة».

وتستطرد هالة شوكت: «كان “عمر الشريف” غريبا عني ، مثل الآخرين ، في أول أيامي بالقاهرة ثم أصبح قريبا مني بفضل لطفه ومرحه وديبلوماسيته الذكية. إذ أن المنتج طلب منه ترويض الفتاة الخام ، المحافظة ، الخجول ، القادمة من “دمشق” لتكون نجمة في “القاهرة”».

وتضيف: «حينها ربطتني الهمسات بـ”عمر الشريف” وجاء من يهمس في أذني أن أقلل من تقاربي منه. وأحاول قضاء الاستراحات بمفردي ، هذا إذا أردت الاستمرار في العمل في القاهرة. والظهور في الأفلام المصرية ، لأن – كما أكمل الهامسون “فاتن حمامة” لا ترحم وكنت لا أفقه ما يقصدونه. كل الذي أدريه أني غريبة وساذجة وجديدة على “الكار”، وزميلي يساعدني على الاستمرار. ويهون علي العمل ، ويضيء لي المستقبل بثنائه على موهبتي ، وأذكر أنه قال لي مرة : ” أنتي هتخطفي الكاميرا مني يا وحشة”. وكانت كل عباراته ، لتشجيعي ، بدليل أننا لم نعد نلتقي بعد انتهاء الفيلم».

تعد هالة شوكت من أبرز الوجوه النسائية التي عرفتها الدراما السورية بدأت مسيرتها الفنية من القاهرة ثم عادت إلى دمشق. ولمع اسمها محليا ولدت في 18 آذار عام 1930. وتوفيت عن عمر يناهز السابعة والسبعون في 28 نيسان 2007 في دار السعادة للمسنين بدمشق المكان الذي اختارت أن تقضي فيه أيامها الأخيرة.

اقرأ أيضاً: كيف سيبدو الجزء الثالث من الفصول الأربعة؟

زر الذهاب إلى الأعلى