هالة الحسامي.. ابنة متلازمة الحب تنتصر بنجاحاتها على كل التحديات
عائلة داعمة توصل ابنتها لبطولات رياضية ونجاحات في الحياة المهنية
تخطو “هالة الحسامي” (33 عاماً) خطوات واثقة في رحلتها ذات الألف ميل، برفقة والدتها “سحر الأخرس” التي لم تدّخر جهداً في جعل خطوات فتاتها من ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر سهولةً ويُسراً.
سناك سوري _ حلا منصور
يبدو إصرار هالة على أن يكون مكانها في المجتمع فعّالاً وذو أثر جليّاُ في حديثها. فالفتاة المصابة بمتلازمة داون لم تستسلم لوضعها الخاص. بل عملت واجتهدت وتدرّبت ورقصت. حيث تقول ل سناك سوري «حبيت اعمل شي مع مجتمعي من خلال الأشياء يلي بعرف اعملها، وأهلي دعموني وأنا بحبهن كتير».
رقصٌ وتدريب وبطولات
أحبّت هالة الحياة والتحديات وامتلكت إرادة قويّة وقدرة على تحويل الصعوبات إلى قصص نجاح. فبلطفٍ بالغ وسعادة، التقت هالة مع ما يزيد عن ثلاثين طفلاً في المركز الثقافي بمدينة حمص، لتعلّمهم صناعة الشمع.
تشرح صاحبة متلازمة الحب برفقة والدتها الخطوات للأطفال بهدوء وصبر، مستمعةً لأسئلتهم الكثيرة ومبستمةً في وجوههم.
تقضي هالة أيامها كأي شاب أو شابة في عمرها. تعمل وتحصل على مرتب شهري مذ كان عمرها 25 سنة. فهي تُتقن الأشغال اليدوية، من تطريز وسنارة وكبكبة صوف. ولها أصدقاء وصديقات يحبّونها وتحبّهم.
و شاركت هالة في عامي 2015 و 2016 على التوالي في الدورة الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص للسباحة في أبو ظبي،. ونالت عن مشاركتها باسم بلدها سوريا ميداليتين ذهبيّتين بالسباحة الحرة.
وبخفّة الريشة، اعتلت هالة مسرح دار الأوبرا بمناسبة يوم المُعاق العالمي، لترقص الباليه الذي تعلّمته مذ كان عمرها تسع سنوات. لتثبتَ للعالم أنّ الإعاقة ليست حائلاً دون الخوض في الحياة والاستمتاع بها وترك بصمتها الخاصة.
دعم العائلة سبب جوهري
العائلة التي استقبلت مولودتها المصابة بمتلازمة داون بتقبّل ورضا،. كانت سبباً جوهرياً في جعل قصة حياة الشابة مثالاً عن دور الحب والرعاية والاهتمام في جعل حياة هالة أكثر قوّة وقدرةً على التأثير في مجتمعها.
كان إصرار السيدة سحر وعائلتها على عدم تمييز ابنتها عن بقيّة أقرانها من حيث التعليم والنشاطات والاندماج مع المجتمع. جليّاً منذ الطفولة. حيث عاشت الفتاة حياةً طبيعية، ذهبت فيها إلى الحضانة والمدرسة وصنعت صداقات مستمرّة حتّى يومنا هذا.
توضّح الأم في حديثها ل “سناك سوري”:« اندماج هالة مع محيطها والمجتمع كان مهمّاً جداً، لأنّه صنع منها فتاة واثقة بنفسها وبقدراتها، كما أنّه ساهم بتغيير الصورة السائدة عند المجتمع المحيط بأنّ الشخص المصاب بمتلازمة داون غير قادر على الفهم والاستيعاب والعمل. وهذا ما استطاعت هالة أن تكسره لتقدم صورة لائقة وجميلة عن مرضى متلازمة ».
تبدو هالة فتاة يملؤها الحلم الذي تسعى لتحقيقه ولا تحب التراجع عنه. حيث تطمح الفتاة من خلال فيديوهات صنع الحلويات التي تنشرها على صفحتها الشخصية في إنستغرام وتلقى رواجاً ودعماً من وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي من فنانين وشخصيات معروفة،. إلى الانتشار وفتح محلها الخاص في قادم الأيام الذي ستطلق عليه اسم “شو حلو” وهو ما تشجّعه عائلتها عليه.