بتشبه جرة مصر لارقبة ولا خصر.. المقولة التي غيرت حياة نور
مقولات شعبية مليئة بالتنمر.. نور كانت احدى ضحاياها وهذه قصتها
قلة هم من لم يسمعوا بالمثل الشعبي (بتشبه جرة مصر لا رقبة ولا خصر) الذي يقال للشخص البدين قصير القامة، ورغم غياب العديد مما ورثناه من الماضي بقدوم التطور و الحداثة، إلا أن الأمثال الشعبية كانت ممن حالفهم الحظ بالبقاء رغم كل المتغيرات التي حدثت.
سناك سوري – ناديا المير محمود
تسرد “نور” 24 عاماً خريجة أدب انكليزي قصتها مع الأمثال الشعبية، وتقول لـ”سناك سوري”: «سمعت بمثل جرة “مصر” لأول مرة من إحدى صديقاتي التي أطلقته للدعابة دون أن تعلم أن هذه الجملة ستدخلني في حالة من الحزن الشديد، فأنا أعاني من نقص بالغدة الدرقية مما انعكس عليّ بالبدانة في مرحلة معينة، خصوصاً أن موضوع بدانتي جراء ظرف صحي خارج عن إرادتي و يسبب لي الإحراج».
وتضيف عن تلك التجربة: «كانت أياماً بشعة ولكنها لم تدم كثيراً، فاستطعت تحويل المثل لطرفة بت أكررها بروح رياضية و أصبح جوابي لكل من يسألني عن سبب سمنتي بأنني أرغب أن أكون مثل جرة مصر بلا رقبة و بلا خصر، فأنا لست ملزمة بإبراز تقرير صحي لكل من حولي، و حالياً كل ما أتمناه قبل النطق بأي عبارة تحوي مفردات مضحكة أن نضع في الحسبان أننا قد نسيء للطرف الآخر ولو عن نية حسنة أو بقصد رمي دعابة».
اقرأ أيضاً: المرأة عدوة المرأة.. أقوال تكرس التمييز وتقلل من مكانتها
حالة “نور” على سبيل المثال لا للحصر واحدة من مئات المواقف المشابهة التي نمر بها يومياً، مع اعتمادنا على مصطلح “التنمر” تماشيا مع مفردات العصر، ليبقى مضمونها واحد بالإجماع أن التنمر هو الزي الجديد لمصطلح “مسخرة” التي ألفنا على استخدامه في لهجاتنا المحكية، و بما أننا شعوب تتمتع بذاكرة قوية، ينهال على الفور سيل من الأمثال الشعبية تصب في مجال المسخرة و التقليل من الشأن، فما قصة “نور” إلا حجة لنقول “على رأي المثل” و نستذكر التالي :
– كلب أبيض وكلب أسود والتنين أولاد كلب.
– خود السمينة وأوعى تخاف منها مخدة ومنها لحاف.
– من ورا الطرش لورا المرش.
– الجنازة حامية والميت كلب.
– الحمار حمار ولو بين الخيول ربي.
– العنزة الجربانة ما بتشرب إلا من راس النبعة.
– شو عرف الحمير بأكل الزنجبيل.
خلافنا ليس المضمون ولا المصطلحات ولا خلاف أساساً في الفكرة، سوى التذكير أن نمطنا الكلامي وليد بيئاتنا المليئة بالمفردات و القصص القديمة التي أصبحت عبرة لحاضرنا، إضافة لبراعتنا في الحفظ و انتشار سياسة “قيل عن قال” التي ملأت جعبتنا بعشرات الأمثال الشعبية التي نتلفظ بها دون الاكتراث لمعناها و حقيقة قصتها أو الأثر الذي قد تتركه.
اقرأ أيضاً: النكتة الحمصية… السوريون يشتاقون لعبارة “مرة واحد حمصي”