نقص المياه يهدّد أهالي السويداء .. انهيار خدمي بعد أسبوع المعارك
سكان السويداء يجوبون الشوارع بحثاً عن مياه للشرب

أفرغت “ندى” آخر عبوة ماء للشرب لتعد إبريق شاي لإفطار أطفالها وتنقلت في غرفتها الصغيرة علها تلتقط الشبكة الغائبة في محاولة يائسة لتطلب صهريج المياه.
سناك سوري _ رهان حبيب
حال “ندى” ومعظم أهالي المدينة والريف بعد عشرة أيام من الاشتباكات طالت قذائفها المدنيين والمناطق السكنية مسببة خسائر بشرية كبيرة وتخريباً فادحاً بالبنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء واتصالات أثقلت على الأهالي.
لكن ومنذ خمسة أيام أخذت أزمة المياه بالتزايد فلا أمان يكفل الحركة والوصول ولا محروقات تفي بالحاجة، وقالت “ندى” وهي مواطنة من “السويداء” لـ سناك سوري: «عشرة أيام حاولت الاقتصاد باستهلاك ما لدي من كمية محدودة لأننا قبل الحرب عانينا لسنوات من نقص المياه فكيف الحال بعد هذه الحرب التي حوصرنا فيها بالمنازل تحت ضغط القذائف حتى الاتصال للبحث عن صهريج يصل للمنزل كان غاية في الصعوبة».
وأضافت “ندى” «لم أجد لغاية الساعة من يساعدني خاصة أنني أسكن على أطراف دوار العمران حيث كانت المعارك الأعنف».
في حي “الدبيسي” كان “أنور أبو جابر” يجول بصهريج مياه يحمله لإحدى الجهات الخدمية لكنه أوقف مركبته ليلبي حاجة بعض الأهالي، وبدأ بتعبئة ما لديهم من أوعية لتزويدهم بمياه الشرب.
” أبو جابر” الذي نقل المياه بالأمس وقبله بالمجان خدمة لأهالي مدينته قال لـ سناك سوري أن رحلته للوصول إلى بئر يمتلكه على طريق “الثعلة” إحدى قرى الريف الغربي لتعبئة صهريج واحد عرّضته لإطلاق نار لكن العناية الإلهية حمته، ومع ذلك لم يتراجع فقد تلقى اتصالات كثيرة من أشخاص لايمتلكون مياه الشرب ليوم واحد والأزمة كبيرة جداً والمطلوب نقل متواصل لتأمين جزء بسيط من حاجة الأهالي بعد هذه الأزمة.
وأوضح “أبو جابر” أن الحصول على المياه محفوف بالخطر بسبب الحالة الأمنية نظراً لأن الآبار خارج المدينة وكافة الطرق خطرة وقد يتطور الاشتباك في أي لحظة، إلى جانب عدم توافر المحروقات بسبب إقفال مداخل المدينة مدة عشرة أيام متواصلة وقد تنفذ الكميات في أي لحظة.
من ناحية أخرى فإن انقطاع التيار الكهربائي شكّل معضلة كبيرة بالنسبة لسكان “السويداء” فمن توافر لديه ألواح الطاقة الشمسية أو أي نوع من البطاريات تمكن من ضخ المياه وقلة يمتلكون هذه الرفاهية بالتالي فإن الطريقة الوحيدة في حال توافرت كمية من المياه حمل الأوعية طابقين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك.
بعض أصحاب الآبار الذين تواصل معهم سناك سوري قالوا أن عملية الضخ بطيئة حيث تستهلك تعبئة صهريج 25 برميل من المياه عدة ساعات في حال تمكن الصهريج من الوصول وقد التزم السائقون بالسعر المعتاد في ظل صعوبة الظروف، علماً أن بعض أصحاب الآبار باعوا بالمجان.