معلومات ومنوعات

نزار قباني رفض لقب سعادة السفير … كنتُ ديكاً غاضباً في قن الدبلوماسية

قباني في مقابلة قديمة يكشف حكاية قصيدته خبز وحشيش وقمر

أظهر مقطع من لقاء قديم أجراه الإعلامي المصري “مفيد فوزي” مع الشاعر السوري الراحل “نزار قباني” رفض الأخير إطلاق لقب “سعادة السفير” عليه.

سناك سوري – متابعات

ووصف “قباني”  نفسه بالديك الغاضب في “قن دجاج” مبيناً أنه كان في “قن الدبلوماسية” ولم يكن يوماً دبلوماسياً، واعتبر أن لقب “السفير”  بمثابة “تهمة” لأنه لم يعتد على تواجده في مكان لا يشبهه ولا يشبه طبيعته طالما أنه لا يجيد ارتداء الأقنعة.

الشاعر السوري وصف السلك الدبلوماسي بالسيرك الذي يضم فيلة وأحصنة ومهرجين، مؤكداً أنه لم يكن يتأقلم مع أجواء الدبلوماسية وبقي 21 عاماً بانتظار لحظة إطلاق سراحه من العمل في تلك الأجواء.

في مقابلة أخرى، يصف “قباني” الثقافة الحقيقية بأنها تلك التي يكتسبها المرء من خلال السفر وليس الكتب، كحالة طبيعية نتيجة الاحتكاك مع الشعوب الجديدة وتعلم لغتهم ومحاولة التأقلم مع عاداتهم.

“لندن” بالنسبة لـ”قباني” هي المدينة التي قلبته، حيث قال أنه كان مرهقاً بالغبار والصحراء وكان بدوياً يمشي في “هايد بارك” مذهولاً، فيما هذّبت العاصمة البريطانية عاداته وأخلاقه ونظرته للمرأة، مشيراً إلى أنه جلس في “لندن” للمرة الأولى مع فتاة بريطانية بعيداً عن هاجس الجنس.

وكشف “قباني” عن قصة كتابة قصيدته الشهيرة “خبز وحشيش وقمر” حيث قال أنه كان يمشي في ليلة صيفية عام 1954 مع صديقة بريطانية في حديقة “هايد بارك” وكان القمر كبيراً وقريباً وقد دفعه ذلك للتحديق به حتى غاب عن الإصغاء لصديقته، وانفجرت القصيدة فجأة في رأسه، إذ قارن على الفور بين القمر اللندني وقمر السموات العربية حيث يجلس العرب كالبلهاء لليالٍ بكاملها في ظل القمر وينسون أوطانهم وهمومهم وقضاياهم ويبقوا راكعين تحت أقدام القمر وفق حديثه.

القصيدة سبّبت حينها جدلاً واسعاً في “سوريا” ومطالبات داخل البرلمان بفصل “قباني” من السلك الدبلوماسي، وكانت واحدة من أبرز قصائد “قباني” التي كسرت قيود الشعر المحافِظ آنذاك.

الشاعر الدمشقي القادم من حي “مئذنة الشحم” انضم إلى السلك الدبلوماسي عام ١٩٤٥ بعد تخرجه من كلية الحقوق ليتم تعيينه ملحقاً للسفارة السورية في “مصر” ثم تنقّل بين السفارات السورية في “بكين” و”أنقرة” و”لندن” و”مدريد” قبل أن يعلن عام 1966 خروجه من العمل الدبلوماسي وتفرّغه لكتابة الشعر، ليسجّل اسمه كأبرز أعلام الشعر في “سوريا” في العصر الحديث قبل أن يغادر الحياة يوم 30 نيسان 1998 في “لندن” ويدفن بحسب وصيته في “دمشق”.

اقرأ أيضاً:أدونيس: حضور نزار قباني إبداعياً كان ضعيفاً

زر الذهاب إلى الأعلى