![](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2018/03/28783364_2016792951866773_1818076591452848128_n.jpg)
“عربين “…ذكريات طفولة وحلم بمنزل خالي من الحرب
سناك سوري – دمشق
في قاعة الأنشطة بمركز الإقامة المؤقتة بدمشق أمسكت الطلفة “ندى” من أهالي مدينة “عربين” ورقة بيضاء وحولتها بقلم الفحم الأسود إلى لوحة صغيرة خصصتها لمنزلها وحديقته اللذان أجبرتها الحرب مع أسرتها على تركهما والنزوح إلى أقرب مكان آمن من الاشتباكات والحرب.
ذاكرة الطفلة ذات السنوات العشر خيم عليها ظلام الحرب والدمار والخوف من المجهول فتحولت فيها مدينة “عربين” التي تغفو على أحد فروع نهر “بردى” والتي كانت تتزين بالخضرة والجمال وتعج بالحركة والحياة إلى سواد حالك يطبق على أحلامها ويؤجج مشاعر الحنين والارتباط بالمنزل الذي لم تعد تذكر شكله فقد غادرته قبل أن يكتمل وعيها، هي فقط تحلم بالمنزل الذي يريحها من عبء الإقامة في غرفة بمركز إيواء مع “5” أفراد آخرين من أسرتها، فحلم منزلها في “عربين” بمثابة نقطة مضيئة وسط الظلام.
تحتضن “أم ندى” طفلتها محاولة إعادة البسمة لوجهها الصغير فتروي لها ذكرياتهم في المدينة التي وصفها الشاعر بـ “ذات القرنفل” حيث كانت العائلة تزرع الورود والزنابق لبيعها في أسواق مدينة “دمشق” إضافة للكثير من المحاصيل والمنتجات الزراعية كالحبوب والقمح والفول والخضروات والمحاصيل العشبية كالسلق والبقدونس والكزبرة وغيرها والتي ساهمت إلى جانب الصناعة والتجارة التي يعمل بها السكان في خلق حركة اقتصادية متميزة.
ولم تغب النزهات التي كانت تقوم بها العائلة عن مخيلة الأم حيث كان يتواعد أفراد العائلة والجيران والأصدقاء لقضاء أيام العطل خاصة خلال الصيف فالجو المتوسطي الذي تتمتع به الغوطة يمنح زوراها شعور الراحة والاسترخاء بعد أسبوع عمل طويل.
على صورة الأحلام والذكريات تغفو الطفلة في حضن أمها التي مازالت تتوافد إلى مخيلتها ذكريات حياة المدينة الخضراء وتسري في عروقها مشاعر حنين للأهل والأحبة للرفاق والأصدقاء الذين مازالوا داخلها متمنية أن يكون لها بهم لقاء قريب.
اقرأ أيضا : فنان سوري يحول سطح منزله لرسم ثلاثي الأبعاد