شكلت علبة “المرتديلا” المنتهية الصلاحية، هاجساً أرق نومتي يوم أمس، مابين ضميري وجوعي ومعرفتي التامة بالواقع من حولي. حوار بيني وبيني نفسي فرض الكثير من الاحتمالات في مخيلتي.
سناك ساخر – سهرانة مع أفكاري
ففي حال أعدتها للبياع فهناك احتمالية أن أكون سبب تسمم شخصاً آخر (يعني يمكن ما يكون من يلي بدققوا بتواريخ المواد). لو توجهت للتموين وقدمت الضبط، ففي أسوء الاحتمالات قد تحل القصة بالقليل من الأموال (ماني قاصدة الرشاوي أبداً).
أيعقل أن أصبح مثل “عادل الفسّاد” في مسلسل “ضيعة ضايعة”، ويمنع باعة حارتي من دخولي محلاتهم (بلشت أحلامي تضخّم). ما الحل مع واقعي الآن وكيف سأجد حل للحالة التي أعيشها الآن.
لتنير عقلي فكرة تشابه الأحرف بين “فاسد” و”فسّاد” (بلشت آنسة العربي تتحرك جواتي)، ولو أزلنا الشدة من على السين بات أمامنا مصطلح جديد “فساد”. لله درّ اللغة العربية ما أوسعها، فمن علبة “مرتديلا فاسدة”، صنعت ثلاث مفردات.
وعلى سيرة اللغة العربية وأيام الدراسة “يلي مالنا فيها هلا”. تذكرت أول مرة سمعت مصطلح “فساد” حين كنت في الصف السابع الابتدائي. حين تم اختياري كقائد فرقة في درس الفتوة، لأفاجأ في اليوم التالي أنه تم وضعي نائبا، وابنة مدرسة الفتوة الأخرى هي القائدة. حينها ذهبت وأخبرت أحدهم ماحصل معي ليقول لي (بحياتنا مارح نتخلص من الفساد). ولقلة معرفتي بالحياة ظننت أن أحدهم فسد لها أمرا ما عني فتمت إزاحتي من المنصب!.
“الشدة” لم تكن تعنيني أبداً، وتعديت الصدمة وكل يوم أدعي أن تمرض الفتاة لأستلم منصب القيادة في غيابها. وكبرت وبت أشاهد حالات أيقنت من خلالها أنني كنت مخطئة لعدم تقديري “للشدة”.