ندوة العلمانية على القناة السورية تثير جدلاً واتهامات بخلط المفاهيم
مدير أوقاف طرطوس: الخطر هو إبعاد الدولة عن إدارة العمل الديني
سناك سوري _ دمشق
قال مدير أوقاف “طرطوس” “عبد الله السيد” إن الإسلام مع العلمانية إذا كانت تعني حرية الاعتقاد والتدين وممارسة الشعائر وعدم إجبار الناس على معتقد معين والقبول بالتنوع وعدم التمييز بين الناس.
وأضاف “السيد” في لقائه أمس مع قناة “السورية” الرسمية أن الإسلام يقف مع العلمانية إن كانت تعني إبعاد الدين عن الاستخدام السياسي وليس إبعاد الدين عن الدولة، وإبعاد القداسة عن شؤون الحكم والسياسة وهو شيء يختلف عن إبعاد الدين عن الدولة على حد قوله.
المحلل السياسي “سومر صالح” والذي كان مشاركاً في الحلقة مع “السيد” اعتبر أن التعاطي مع العلمانية لا يجب أن يكون باعتبارها ظاهرة سياسية مشيراً إلى أن هذا التعاطي حتى في الغرب انتهى منذ القرن السابع عشر، داعياً إلى التعاطي معها كظاهرة اجتماعية نفسية، لافتاً إلى أن “العلمانية الدينية” هي ما تناسب مجتمعاتنا بمعنى عدم تديين السياسة وعدم تسييس الدين.
“صالح” دعا للتمييز بين ما سماه “العلمانية” و “العلمانوية” بحسب تعبيره، وعرّفها بأنها أيديولوجيا دنيوية تفسر الكون والوجود بطريقة مادية، بما في ذلك التسليع والنسبية الأخلاقية، معتبراً أن “العلمانوية” جزء من “النيو ليبرالية” وتهدف لتسليع كل شيء وسحق القيم الأخلاقية تحت مسمى الحرية، مضيفاً أن “العلمانوية” هي الإشكالية الحقيقية لـ”العلمانية”.
اقرأ أيضاً: من دار البعث… وزير الأوقاف يرفض فصل الدين عن الدولة
بدوره أبدى “السيد” إعجابه بفكرة “صالح” عن التمييز بين “العلمانوية” و”العلمانية” ورأى أن العلمانية ليست أيديولوجيا تفسّر الكون بل ممارسة وسلوك، مضيفاً أن العلمانية التي نريدها لا تعني فصل الدين عن الدولة لأن ذلك يعني فصل الدولة عن المجتمع وفق حديثه، ورأى أن الخطير في هذا الفصل هو إبعاد الدولة عن إدارة العمل الديني، الأمر الذي ينتج عنه فوضى العمل الديني وإدارته من جمعيات وجهات خارجية ممولة من الخارج بحسب “السيد”.
“السيد” ضرب مثالاً على ذلك في النموذج التركي ورأى أن علمانية “أتاتورك” وفصله للدين عن الدولة وعدم وجود جهة تدير العمل الديني كوزارة الأوقاف أدت إلى وصول “أردوغان” وحزبه “الإخواني” للحكم بحسب “السيد”، فيما لفت متابعون إلى وجود جهة رسمية في “تركيا” منذ العشرينيات تسمى “رئاسة الشؤون الدينية” وهي بمثابة وزارة أوقاف، وتشرف على العمل الديني.
ورأى “السيد” أنه لا يوجد صراع في “سوريا” بين التيار الإسلامي والتيار العلماني على أرض الواقع وإنما يقتصر هذا الصراع على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبراً أن هذا الصراع تزييف للواقع وأنه مموّل، وأن الشارع السوري يضم العلماني المتدين والمتدين العلماني بحسب تعبيره.
ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي رأوا أن الحلقة التي امتدت ساعة من الوقت والتي بدأ مقدّمها حديثه بأنها تسعى للتوضيح والتبسيط انتهت بزجِّ عشرات المصطلحات واشتقاق الكلمات منها كالقول بوجود “علمانية” و”علمانوية” و “إسلامي” و”إسلاموي” وغيرها، كما شهدت خلطاً في ضخِّ هذه المفاهيم خلال الحديث دون توضيح المقصود من ذلك أو توضيح فهم قائلها لها، إضافة إلى أن الحوار بدا يسير باتجاه واحد يتبادل خلاله الضيفان التأكيد على كلام بعضهما فلم تختلف وجهتا نظرهما في أي من النقاط المطروحة للنقاش، فهل قدّم هذا الحوار قيمة مضافة للحديث عن العلمانية والدين برأيكم؟
اقرأ أيضاً: وزير سابق يكذّب العلمانيين حول تغوّل الأوقاف بالدولة