الدكتور مصطفى دليلة يكتب عن نجاح الطلاب وسقوط الوطن
سناك سوري – بوستات
بداية مبروك لمن نجح بجهده وبتعبه..
بمناسبة نتائج الشهادة الإعدادية وحالات الانتحار وإطلاق الرصاص المديد احتفالاً بالنجاحات المزورة…
حصلت على الشهادة الإعدادية دورة 1965/1966 وكنت الأول على محافظتي اللاذقية حينها بمجموع 255/290 دون أن أتذوق طعم الدروس الخصوصية أو الغش الامتحاني… كل ما أذكره أنني كنت أساعد والدي في دكانه البسيط من الصباح وحتى المساء…
كانت النتائج تعلق على جدران المدرسة… أخذت نتيجتي من ثانوية جول جول جمال الوحيدة في اللاذقية متوجهاً نحو الدكان والجميع يسألني… هل نجحت؟
لم أحتفل بإطلاق النار… بل أخذت مكافأتي وهي ليرة سورية واحدة عداً ونقداً وتوجهت مباشرة إلى مكتبة بيطار لأشتري كتباً كنت قد صممت على شرائها وقراءتها خلال العطلة الصيفية. وما زال بعضها موجودا في مكتبتي حتى الآن.
ما الذي يجري الآن؟ كيف يحدث أن ينجح الجميع بعلامات شبه تامة وبالمقابل يتراجع وينهار الوطن في مختلف الاتجاهات؟
ما معنى الاحتفال هذه الأيام بإطلاق النار؟ وجميعنا يعرف أن 90% من علامات أبنائهم حصلوا عليها بغش امتحاني؟
نحن أمام مشكلة عويصة تحتاج إلى حل….
إن لم نستطع أن نحل مشكلة إطلاق الرصاص في الأفراح فكيف نستطيع أن نحل مشكلة وطن متفاقمة؟
إن لم ننقي مناهجنا الدراسية وأنظمتنا الامتحانية مما شابهها من تلويث وتخريب فنحن أمام انهيار أخلاقي فكري لا مخرج منه والقادم أفظع ولا أحد مسؤول عما سيحل بنا غيرنا.
عن الدكتور “مصطفى دليلة”
اقرأ أيضاً: طلاب فاشلون يحصلون بسهولة على شهادت عليا ويعينون فوراً في مراكز صنع القرار!!