الرئيسيةتقارير

نبع الفيجة يعاني الجفاف هذا العام.. ودمشق مقبلة على تقنين مياه

تراجع الأمطار إلى 33% من المعدل السنوي يهدد بشح المياه ومسؤولوها يطلقون خطة طوارئ وتشغيل آبار احتياطية

بالتزامن مع تداول صورة تُظهر الجفاف الكبير الذي أصاب نبع الفيجة في دمشق، بحث مدير مؤسسة المياه خطة الطوارئ لتعويض نقص الوارد المائي للمدينة، نتيجة تراجع الهطولات المطرية هذا العام، فيما يبدو أن مشكلة الجفاف ستضاف إلى قائمة المشاكل السورية هذا العام.

سناك سوري-دمشق

مدير مؤسسة المياه، “احمد درويش”، بحث مع مسؤولي المياه مؤخراً، خطة الطوارئ التي تهدف إلى تعويض النقص الحاصل بالوارد المائي من نبع الفيجة، الذي يمنح دمشق 70% من احتياجات المياه بالعادة، وقال إنهم جاهزون بشكل كامل للتعامل مع الظروف الحالية، وفق ما نقلت صفحة مؤسسة المياه بالفيسبوك.

ويبدو حجم الجفاف الذي ضرب النبع الأشهر في دمشق كبيراً جداً، إذ قال المهندس المسؤول عن حرم النبع، إن غزارة الأخير تنخفض في أيام الجفاف إلى 10 م3/ثا وأحيانا تصل إلى 7 م3/ثا لكنها في هذه الفترة وبسبب شح الأمطار الشديد وصلت إلى 3 م3/ ثا وهي تشكل نسبة 50% من احتياج دمشق فقط.

حديث المسؤول عن حرم النبع الذي نقلته صفحة جمعية أصدقاء دمشق التي تعنى بحماية آثار وأوابد العاصمة، خلال زيارة للنبع بتاريخ 10 أيار الجاري، يدق ناقوس الخطر الحقيقي ويتطلب البحث عن حلول حقيقية لمواجهة آثار المشكلة.

دمشق ستتعرض لنقص بالمياه

يقول مدير مؤسسة المياه بدمشق وريفها “أحمد درويش”، في تصريح نقله موقع تلفزيون سوريا، إن نسبة الأمطار هذا العام لم تتجاوز 33% من نسبة الهطول السنوي، وبناء عليه ستكون كميات المياه القادمة من نبع الفيجة بحدها الأدنى، «وهذا يعني أن مدينة دمشق ستتعرض لنقص في كميات المياه».

ويشير “درويش” إلى أن نبع عين الفيجة يفيض عادةً في الربيع، ما يكفي لتأمين مياه دمشق وريفها دون الحاجة للآبار الأخرى مثل بردى، حاروش، وادي مروان، وجديدة يابوس، إضافة إلى آبار المدينة، لكن هذا العام، وبسبب ضعف الهطولات المطرية، لم يُستغنَ عن أي مصدر، وما زال استجرار المياه جارياً من جميع الآبار بشكل قسري، مما ينذر بانخفاض منسوب المياه في أحواض دمشق والفيجة والمناطق المحيطة.

وحول الإجراءات المتخذة لتعويض نقص المياه، أوضح درويش أنهم وبالتعاون مع جهات داعمة، سيشغلون أكبر عدد ممكن من الآبار التي كانت خارج الخدمة، بهدف تعويض النقص المتوقع من نبع الفيجة، مع ذلك أكد أن التعويض لن يكون كاملاً، لذا سيُعتمد جدول جديد لتوزيع المياه في دمشق وريفها، يضمن وصول المياه للجميع بكميات أقل نسبياً، عبر تقنين مرحلي.

وشدّد “درويش” على ضرورة ترشيد الاستهلاك، وتجنّب هدر المياه أو استخدامها لأغراض غير الشرب، لضمان تأمين كميات كافية وجودة مناسبة لجميع المواطنين.

بين جفاف غير مسبوق في نبع الفيجة وتحذيرات رسمية من تقنين للمياه، تدخل دمشق صيفاً مائياً مقلقاً يتطلب يقظة جماعية، وأمام محدودية الحلول الآنية، تبدو الحاجة إلى إدارة مستدامة للمياه وترشيد الاستهلاك أولوية ملحّة، لتجنّب أزمة تتجاوز حدود الانقطاعات اليومية إلى تهديد حقيقي للأمن المائي في العاصمة.

يذكر أنه وفي تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام 2021، جاء أن “سوريا” تعاني نقصاً من مياه الشرب بنسبة 40% عمّا كان عليه الحال قبل 10 سنوات، إذ لا يعمل سوى 50% من أنظمة المياه والصرف الصحي بشكل صحيح في مختلف أنحاء البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى