نازحون من الرقة: حكاية “عائشة” النازحة المفعمة بالأمل

هجرت السيدة السبعينية عائشة محمد كل ذكرياتها الماضية في الرقة بما فيها ذكريات الحرب ومنزلها الجميل هي ونازحون غيرها من الرقة. لتسكن خيمة في الصحراء على الطريق العام بين الحسكة والقامشلي وتبعد 20 كم عن الأخيرة. تقول “محمد” لـ “سناك سوري”: “تركت إرثاً كبيراً في الرقة لأسكن مع عائلتي في هذا القصر -تشير بيدها إلى الخيمة التي تسكنها-.
سناك سوري – آزاد عيسى
نعم إن خيمتي هذه هي قصري الذي أتقاسمه مع عائلتي الكبيرة زوجي وأبنائي وأبناء إخوتي جميعنا نسكن هنا. اتفقنا على التعاون للحفاظ على النظافة اليومية والترتيب. قسمنا المهام فيما بيننا دون فرق بين رجل وأنثى الرجل يرعى المواشي والنساء يساعدنه ويقمن بكل الأعمال المنزلية. الجميع يعمل لضمان الاستمرار”.
بدأ الأمر قبل عدة أشهر حين فرت السيدة عائشة مع عائلتها من ريف الرقة هرباً من الحرب وداعش. وبحسب السيدة السبعينية فإن داعش لن يرحم أي شخص لأي اعتبار حتى لو نفذ كل تعاليمه الخارجة عن العقل والمنطق. تضيف “محمد”: ذقنا كل أنواع التعذيب والمعاناة التي قد تخطر على بال أحد. ولكننا نجحنا في تحويل تلك المعاناة إلى أمل بحياة أفضل. من يعايش داعش سيدرك قيمة الحياة وسهولتها في أي بقعة خارج سيطرتهم. نازحون من الرقة خير من مواطنين تحت سطوة داعش
تتابع: “الحياة هنا مكلفة لا سبيل لنا في استئجار منزل اسمنتي. بالإضافة لامتلاكنا المواشي التي تعتبر مصدر رزقنا الوحيد فكانت الخيمة الخيار الأفضل والوحيد أيضاً -تتسائل- ولم لا فهي تراثنا. اقتنعنا بهذه الفكرة وعشنا داخلها. أمضي أيامي وأنا أنسج الخيوط والصوف ليس لأبيعه وإنما لأرتق به الخيمة التي تهترئ بفعل الطقس دائماً”.
تتشابه قصص معاناة الهاربين من جحيم الحرب وداعش في الرقة وريفها. إلا أن قصة السيدة “عائشة” مختلفة. فقد تمكنت وعائلتها من التأقلم السريع بانتظار العودة إلى الرقة مجدداً. تقول: “أؤمن أني سأعيش لأرى منزلي القديم من جديد. سأعود إليه. إنه ينتظرني أشعر بذلك. كذلك ينتظرني الجيران وأهالي قريتي. سأناضل مع عائلتي للحياة حتى نعود من جديد إلى تلك الأيام”.
اقرأ أيضاً: سوريا.. انطلاق عمليات التسوية في محافظة الرقة