نازحون في درعا ينتظرون نتائج المفاوضات للعودة إلى منازلهم
مدرسة تأوي النازحين وآمال بانفراج قريب
سناك سوري _ هيثم علي
في ساحة مركز الإقامة المؤقتة بمدرسة “ذات النطاقين” بحي “السحاري” في مدينة “درعا” يمضي” خالد المحاميد” بخطوات عجلى محتضناً كيس ثياب أحضره من منزله بحي” طريق السد”، بينما يسارع ابنه الخطى للحاق به وهو يقول: «بكرا رح نرجع لبيوتنا، وننتهي من المعارك المستمرة التي افتكرنا بأننا انتهينا منها عام ٢٠١٨».
مشهد سريع قد يلخّص المشهد في “درعا”، فيما يأمل الأهالي أن تنتهي إقامتهم في المدرسة ويعودوا إلى منازلهم لا سيما بعد المقترح الروسي الأخير الذي مثّل محاولة جديدة للوصول إلى حل سلمي لأزمة المدينة، على أن تتم العودة بعد خروج المسلحين من “درعا البلد” و”طريق السد” و “المخيم”.
اقرأ أيضاً: درعا التي نحبها.. مدينة الإمام النووي التي لن يتركها الله
“وليد غشام” القادم من “طريق السد” مع ٨ أشخاص من عائلته يقول لـ سناك سوري: «الهلال الأحمر قدم لنا احتياجاتنا الأساسية من أغطية وفرشات وطعام ومواد صحية، وقبل قليل جاءت سيارة محملة بسلل غذائية»، داعيا أن يُعجل بانتهاء هذه الأزمة بإيجاد حلول سلمية توقف إراقة الدماء وتخلّص المدينة من انتشار السلاح.
يقع المركز في أول مدخل حي “السحاري” بمدرسة “ذات النطاقين للتعليم الابتدائي”، والتي شهدت عام 2016 سقوط قذيفة صاروخية داخلها أودت بحياة 6 طلاب وأصابت 15 آخرين بجروح، واتهمت الحكومة السورية حينها المجموعات المسلحة في “درعا البلد” بإطلاق القذيفة.
“هذوا السالم” من “مخيم درعا” رفعت يداها بالدعاء أن تنتهي أزمتهم، ويحل الأمن والأمان وتعود لمنزلها الذي لا تعرف ماذا حل به الآن مع أثاثه، وتقول لـ سناك سوري «نريد أن تبقى بيوتنا سالمة ويتم الحفاظ على محتوياتها أيضاً».
“فاطمة حسين” الأم القادمة من حي “السد” تبدأ إعداد الطعام لطفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما كان ابناها “محمد” و “محمود” يتوزعون الصحون لتناول فطورهم من الحصص الغذائية التي وزعها “الهلال الأحمر” عليه.
اقرأ أيضاً: مراكز إيواء جديدة بعد تزايد وتيرة النزوح من درعا البلد
في مدخل بوابة أحد الغرف الصفية جلس” قاسم فاعوري” يتأمل احفاده وهم يركضون لاهين غير أبهين بحرارة الشمس، العائلة من “تجمع درعا” تنقل معها “فاعوري” خلال سنوات الحرب بين قرى المحافظة ليجد نفسه حالياً في مركز الإقامة المؤقتة بعد الخروج من المنزل على وقعِ الاشتباكات.
غرف المدرسة لم تستوعب عدد النازحين الكبير لذلك تم التوجه إلى الجوامع، بينما يجلس الرجال في باحة المدرسة ليلاً، ويحتمون نهاراً بظلال الأشجار من حر الشمس اللاذع.
يقول “فاعوري” لـ سناك سوري « بعد خروجنا من حاجز السرايا عرفنا أن الدولة أقامت مركزاً للإقامة سارعنا المجيء، الدولة أقدر منا على تقدير الأمور لكن نتمنى أن ترجع الأمور إلى مجاريها قريباً»، فيما تصف ابنته بصعوبة لحظة خروجها من المنزل مع والدها وأطفالها وتقول «صعب الواحد يطلع من بيته، شعرت أن الدنيا ضيقة جداً» لكنها تحمد الله على سلامة أولادها ووالدها وتضيف « لم يكن ينقصنا شيء، بعد عودة الأمان عام ٢٠١٨ عدنا لمنازلنا، ورممنا ما نستطيع، بعد صرف تحويشة العمر، وبلحظة أرجعنا أصحاب الأقنعة السوداء، ومن لا زال يقبض من الخارج الدولارات إلى تحت الصفر»
يسأل “أبو أحمد” عن آخر التطورات في “درعا البلد” ويضيف بأسى أنهم لم يتلقوا أخباراً مفرحة منذ خروجهم من منازلهم، فيما يجري الحديث عن مفاوضات اليوم من الممكن أن تستمر ليوم غد على أمل أن تنهي معاناة النازحين ويعود النازحون إلى منازلهم ويسود الأمن في أحيائهم بعد أيام من المعاناة الجديدة وتوتر الأوضاع الأمنية، وبعد سنوات من معاناة تخمد تارة وتشتعل نارها تارةً أخرى… على أمل أن تزول المعاناة إلى الأبد.
اقرأ أيضاً: مسلحون يخرقون الهدنة في درعا ويستهدفون سيارة نقل الطعام للعسكريين