
أعلن الرئيس السوري المؤقت “أحمد الشرع” عن تشكيل أول حكومة بعد سقوط نظام “بشار الأسد”، والتي تتألف من 23 وزيراً بينهم امرأة واحدة هي “هند قبوات” التي تولت منصب وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل.
سناك سوري-دمشق
برز اسم هند قبوات، الناشطة الحقوقية والسياسية السورية، ضمن عضوية اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، والتي تألفت من سبعة أعضاء، بينهم سيدتان فقط. وتُعد قبوات من أبرز المعارضات لنظام بشار الأسد، وواحدة من الوجوه النسائية البارزة في الساحة السياسية السورية.
شغلت قبوات عدة مناصب سياسية مهمة، من بينها عضويتها في الهيئة العليا للمفاوضات بين عامي 2015 و2017، ثم كنائبة لرئيس مكتب هيئة التفاوض في جنيف بين 2017 و2022. وتتميز مسيرتها بالتزامها العميق بقضايا حقوق الإنسان، وبحثها المستمر عن سبل لتحقيق العدالة والانتقال السلمي في سوريا.
أكاديمية وناشطة في المجتمع المدني
بالإضافة إلى عملها السياسي، تشغل قبوات منصب رئيسة مجلس إدارة منظمة “تستقل” النسوية، التي تُعنى بالتعليم وبناء السلام. تحمل درجة الماجستير في القانون والدبلوماسية من كلية فيتشر للقانون في الولايات المتحدة. كما سبق أن نالت عدة جوائز مرموقة، منها جائزة صانعي السلام عملياً من مركز تانينباوم للتفاهم بين الأديان في نيويورك عام 2007، وجائزة الدبلوماسية العامة من جامعة جورج ميسون عام 2009.
منذ عام 2013، تعمل قبوات أستاذة ومديرة لقسم حوار الأديان وحل النزاعات في جامعة جورج ميسون. كما شغلت منصب أستاذة زائرة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد بين عامي 2017 و2019، مما يعكس مكانتها الأكاديمية والبحثية على المستوى الدولي.
في لقاء سابق لها مع شبكة CNN، تحدثت قبوات عن التنوع السوري، وأكدت على أهمية العدالة الانتقالية في سبيل إعادة النسيج الاجتماعي السوري، قائلة: «عشنا دوماً معاً كمجتمع متنوع يضم المسلمين والمسيحيين، السنة والعلويين. الصراع كان سياسياً، وإذا استطعنا الوصول إلى أنظمة انتقالية عادلة كما نسعى، فإن الشعب السوري سيعود ليعيش بسلام جنباً إلى جنب».
كما شددت قبوات على شمولية رؤيتها لمستقبل سوريا، مؤكدة أن مستقبل البلاد لا يمكن أن يُبنى إلا بتكاتف جميع السوريين، وليس فقط من خلال المعارضة: «نعلم تماماً أننا لا نستطيع الحصول على مستقبل جيد دون بعضنا البعض كسوريين. رؤيتنا تشمل الجميع، وعلينا أن نكون معاً».
الدفاع عن دور المرأة في الحياة السياسية
طالبت الحركة النسوية السياسية السورية، التي تنتمي إليها قبوات، بضرورة ضمان مشاركة النساء في الحياة السياسية السورية، وتمكينهن من الوصول إلى مراكز صنع القرار. ومع ذلك، فإن نسبة النساء في اللجنة التحضيرية الأخيرة لم تتجاوز الثلث، ما يعكس استمرار التحديات التي تواجهها النساء السوريات في المجال السياسي.
وفي وقت متأخر من مساء أمس السبت، تم الإعلان عن تشكيل أول حكومة سورية بعد سقوط نظام “بشار الأسد”، وتتكون من 23 وزيراً بينهم امرأة واحدة، إذ يبدو أنه رغم التغيير السياسي الذي شهده المشهد السوري، إلا أن تمثيل النساء في الحكومة الجديدة لا يزال محدوداً، ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى الالتزام الفعلي بمبادئ الشراكة والمساواة. فبدون تمكين حقيقي للنساء، ومن دون تبنّي كوتا نسائية تضمن حضورهن في مواقع القرار، تبقى آمال بناء دولة عادلة وشاملة ناقصة ومؤجلة.