الرئيسيةتقارير

مَن هو محمد أبو الخير شكري.. وزير الأوقاف في الحكومة السورية الجديدة؟

وزير الأوقاف الجديد حائز على شهادة الحقوق من جامعة دمشق

أصدر الرئيس السوري المؤقت “أحمد الشرع” مرسوماً بتعيين الدكتور “محمد أبو الخير شكري” وزيراً للأوقاف في الحكومة السورية الجديدة. و”شكري” خريج كلية الحقوق و”الدعوة الإسلامية” من جامعة دمشق.

سناك سوري-دمشق

وفي أولى تصريحاته بعد استلامه مهامه، شدد “شكري” على أهمية الدور الذي تضطلع به الوزارة في المرحلة المقبلة، مؤكداً أن «الحفاظ على دين الناس كالحفاظ على حياتهم»، وأن وزارة الأوقاف ستواصل أداء دورها في هذا الجانب الحيوي.

كما أشار إلى أن من أولويات عمله «رفع سوية العلم الشرعي وجعل سوريا إحدى الحواضر الإسلامية البارزة من جديد»، وأضاف أن الوزارة ستعمل بالتنسيق مع الوزارات الأخرى والمجلس الأعلى للإفتاء للمساهمة في “بناء سوريا الحديثة، وبناء الإنسان على النحو الذي يرضاه الله تعالى”.

من هو محمد أبو الخير شكري؟

“محمد أبو الخير شكري” ولد ضمن أسرة دمشقية في حي سوق ساروجة عام 1961، بجوار جامع الورد. والده، الحاج “محمد لطفي شكري”، كان من تلامذة الشيخ بدر الدين الحسني والشيخ أبو الخير الميداني، ما ساهم في نشأته ضمن بيئة علمية تقليدية مشبعة بالعلوم الشرعية.

تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة معاوية بسوق ساروجة، ثم انتقل مع أسرته إلى حي المزة عام 1972، حيث واصل دراسته الإعدادية والثانوية، ونال شهادة الثانوية الأدبية من مدرسة سامي الدروبي عام 1979.

حصل شكري على شهادة الدعوة الإسلامية من فرع دمشق عام 1987، ثم شهادة الحقوق من جامعة دمشق عام 1991. التحق لاحقاً بالجامعة اللبنانية لدراسة الأدب العربي، حيث أكمل ثلاث سنوات دراسية دون التخرج.

واصل دراسته العليا، فحصل على شهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة منهاج القرآن الإسلامية في لاهور باكستان، وكانت رسالته بعنوان “الإثبات بالشهادة بين الفقه والقانون”. ثم نال درجة الدكتوراه في الفقه وأصوله من معهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية في بيروت عام 2010، عن أطروحته “حقوق الطفولة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الدولية – دراسة مقارنة”.

كما مُنح لقب أستاذ في المحاماة من نقابة المحامين بدمشق عام 1994، وكانت أطروحته بعنوان “النفقة في قانون الأحوال الشخصية السوري مقارنة بالفقه الإسلامي”.

عمل شكري في مجال التدريس الجامعي لعدة عقود، حيث درّس مواد التوحيد، التفسير، أصول الفقه، مقاصد الشريعة، والقانون الدولي الإنساني في عدد من الجامعات والمعاهد. كما شغل منصب إمام وخطيب في عدة مساجد في العاصمة دمشق، من بينها الجامع الأموي.

نشط كذلك في المجال الخيري والدعوي، حيث كان عضواً في رابطة علماء الشام والمجلس الإسلامي السوري، وشارك في تأسيس معهد شرعي في دولة بنين. كما ألقى محاضرات علمية في دول أوروبية، أفريقية، وآسيوية، وله عدد من المؤلفات في الفقه والدعوة.

شارك الدكتور شكري في مؤتمرات علمية دولية تناولت قضايا الفكر الإسلامي، فقه الأقليات، وحقوق الإنسان من منظور الشريعة، ما عزز من حضوره الأكاديمي والدعوي على المستوى الدولي.

في ظل التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد بعد سقوط نظام الرئيس السابق، تم تعيين الدكتور محمد أبو الخير شكري وزيراً للأوقاف في الحكومة السورية الجديدة، في خطوة تعكس التوجّه نحو شخصيات ذات خلفية علمية وخطاب معتدل، تجمع بين التكوين الشرعي والخبرة الإدارية والقانونية.

يذكر أن منصب وزير الأوقاف في عهد النظام السابق ظل محتكراً من قبل “عبد الستار السيد” الذي استمر في منصبه من 2007 وحتى سقوط النظام نهاية 2024.

زر الذهاب إلى الأعلى