أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

ميرفت نصر عطا تعيد تدوير وإصلاح الملابس المستعملة.. تقنين الثياب

تقنين الثياب وتوفير المصاريف ... الإصلاح بدل التجديد

في مشغلها بمحافظة السويداء تعيد “ميرفت نصر عطا” تدوير وإصلاح الملابس المستعملة وذلك بعد أن تراجع الاهتمام بتصميم فساتين السهرة والتيورات الذي تحبه.

سناك سوري-رهان حبيب

الخياطة التي تهوى مهنتها منذ الصغر وتعلمتها بمجرد الحصول على الفرصة، تعيش مع زوجها وأولادها الثلاثة في قرية الثعلة بالسويداء. افتتحت مشغلها الخاص قبل عدة سنوات لتشغل وقتها وتساعد أسرتها بعمل تحبه.

لكن ظروف الأهالي وارتفاع أسعار الأقمشة، فرض عليها العمل بإعادة تدوير الملابس القديمة أو إصلاحها. عوضاً عن خياطة الموديلات الجديدة، كما تقول وتضيف لـ”سناك سوري”: «عملت لفترة طويلة في مشغل “عين الزمان” وهو قطاع خيري. تعلمت من خلاله الخياطة وعملت لفترة طويلة أتنقل ثلاثة أيام في الأسبوع بين قريتي والسويداء».

وحين شعرت الخياطة “ميرفت نصر عطا”، بأنها جاهزة لافتتاح مشغلها الخاص، لم تتردد وتلّقت دعماً مادياً ومعنويات من زوجها، الذي ساعدها بشراء مستلزمات العمل. ليقف الغلاء وتغيّر الأوضاع الاقتصادية عائقاً دفعها لاستقبال طلبات الزبائن بإصلاح القطع. ما ساعدها على تأمين الإيجار والمصاريف والاستمرار بالعمل الذي تحبه.

https://youtu.be/MT9qVR53zKc

إعادة التدوير

نظراً لابتعاد الناس عن الخياطة بسبب الغلاء. قررت “ميرفت” الاعتماد على إعادة التدوير من خلال تشجيع الناس على إعادة تدوير ملابسهم القديمة. وتحديثها لتصبح أجمل وملائمة للموضة ما أمكن، وهو ما ساعد معظمهم من الذين لا يمتلكون المال الكافي لشراء ملابس جديدة مرتفعة الثمن.

قبل أشهر قليلة، زارها شاب بعمر الـ14 عاماً، وطلب إليها تعديل موديل بنطلونه الجينز القديم ليصبح على الموضة. اقترحت عليه إضافة المزيد من التفاصيل مثل الدرزات البارزة والسحابات على الأرجل وتضييقها. وحين انتهى العمل كان البنطلون أجمل من السابق ونال رضا الشاب الذي كالكثير من شباب سوريا يتمنى مواكبة الموضة إلا أن الأوضاع المادية تقف عائقاً.

العمل لا يتوقف وهذه نعمة – سناك سوري

وماتزال الخياطة “ميرفت”، تعمل على إعادة تدوير الملابس بما فيها فساتين السهرة من خلال إجراء تعديلات بسيطة أو كبيرة على موديلها. موفرة عشرات آلاف الليرات على السيدات، ليتحوّل كل عملها إلى إعادة التدوير والإصلاحات. ورغم شغفها بتفصيل الملابس إلا أنها تشعر برضا كبير لكونها استطاعت التأقلم مع الظروف والخروج بفكرة مبتكرة عوضاً عن الإغلاق.

تحاول “ميرفت” دراسة أجورها بما يتناسب مع جهدها ومستلزمات الإنتاج، كذلك مع ظروف الناس المادية. وهو ما يساهم بزيادة الطلبيات إضافة إلى إتقانها العمل، وتقول إنها ما قبل عيد الأضحى وخلاله لم تتوقف عن العمل لتلبية احتياجات الزبائن التي كانت بغالبيتها ملابس للأطفال معاد تدويرها.

وتضيف أن كثير من الأمهات أحضروا معهنّ فساتين قديمة لهنّ وطلبن إليها إعادة تدويرها لتصبح ملائمة لطفلاتهنّ. ما دفعها لتأجيل عملها بباقي طلبيات الزبائن لتستطيع إنجاز العمل قبل العيد. الذي أمضته في تجهيز الطلبيات التي أجلتها.

تحرص الخياطة الشهيرة بلقب “أم ضياء” على التواجد في مشغلها منذ التاسعة صباحاً، ولا تخرج منه قبل حلول المساء. وتشعر بسعادة كبيرة كلّما أنهت قطعة جديدة في الموعد المناسب، كما أن ابتسامة رضا من طفلة أو شابة كافية لبث الحماس فيها ومتابعة عملها دون توقف.

وارتفعت أسعار الملابس بشكل غير مسبوق خلال هذا العام مقارنة بالعام الفائت. حيث وصل سعر ملابس الأطفال إلى نحو 3 ملايين ليرة للبدل الواحد ما قبل عيد الفطر نيسان الفائت. بحسب ما قال أمين سر جمعية حماية المستهلك “عبد الرزاق حبزة” بتصريحات لشام إف إم المحلية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى