موظفون يعجزون عن إتمام أعمالهم بسبب البرد
غياب وسائل التدفئة يعزز الاكتئاب الموسمي.. ابتعدوا عن التوتر!
يعجز بعض السوريين عن إتمام أعمالهم الوظيفية اليومية، جراء البرد وانعدام وسائل التدفئة، بينما يعيش آخرون أزمات صحية حقيقية بسبب البرد، دون وجود حل حقيقي أو حتى إسعافي للمشكلة المتفاقمة جراء غياب المحروقات اللازمة لتشغيل المدافئ.
سناك سوري-رهان حبيب
تقول “رانيا”، 30 عاما وموظفة، بأنها لا تستطيع إتمام أعمالها المتعددة، فهي تقضي ساعات بأجواء باردة وفي أحسن الأحوال بجانب سخانة صغيرة في حال وجدت الكهرباء، لتعاني من آلام مختلفة لايمكن لساعات بسيطة من الدفء معالجتها.
الشابة تعاني الكولون وآلام الأعصاب بفعل البرد وتضطر لتناول عدة أدوية، ولا تستمتع بنوم طويل ما يجعلها متوترة ومرهقة طوال اليوم المليء بالعمل الذي تنجز ماتيسر منه على مضض كما قالت لـ”سناك سوري”.
تخبرنا “لينا” ٥٥ عاما وموظفة، أن البرد يؤدي لتعطل التفكير ويحرك كل الأمراض، وتضيف: «عام 2013 عندما بدأت الكهرباء بالانقطاع، ولأن تدفئة بيتنا مركزية ولايوجد كهرباء لتشغيلها، وكان شتاء قارسا، انتظرنا حتى سنة 2016، حتى فقدنا الأمل وعدنا للصوبيا، لنشتري المازوت الحر بأضعاف سعره».
تسبب البرد للسيدة الخمسينية، بالتهاب مفاصل، كما تقول وتضيف: «لا وسيلة تدفئة إلا الكهرباء في فترة وصل التيار التي لا تتجاوز الساعة أو الساعة ونصف كل خمس ساعات، كنا نقول المدفأة فاكهة الشتاء، لكن لا فاكهة لشتائنا، ويقال أيضا البرد سبب كل علة، ونحن فعلا استوطنتنا الأمراض».
اقرأ أيضاً: هل يقتلكم البرد ؟ سوريون يقتلهم نصف الدفء ونصف الموقف!
البرد يسبب الاكتئاب
العجز عن تأمين الدفء في فصل الشتاء، يؤثر على نفسية الأشخاص، وفقا للمعالج النفسي “مازن نصار”، الذي قال إن العديد من المراجعات وردته هذا الموسم بخصوص هذا الموضوع، وأضاف لـ”سناك سوري”: «العاجزون عن تأمين الدفء يصابون بمشاعر الاكتئاب و الأفكار السلبية مما يؤدي الى انخفاض في المزاج و الحزن و مشاعر متقلبة غير مستقرة، و تشتد باشتداد البرد والصقيع».
لم يعد فصل الشتاء بأمطاره وثلوجه، مصدرا للسعادة وفق “نصار”، لافتا أنه بات مصدرا للحزن والكآبة لدى الكثيرين بسبب قلة الدفء، وأضاف: «يقع البعض في هذا الجو القارس فريسة الاكتئاب الموسمي الذى يحدث خلال فصلي الخريف و الشتاء وتتمثل أعراض الإكتئاب فى سوء الحالة المزاجية والشعور بالتعب والحزن كما تظهر أعراضه فى صورة عدم الاهتمام بأي شىء فى الحياة وعدم الاستمتاع بأي شىء وصعوبة التفكير والتركيز وصعوبة أخذ القرارات وعدم الثقة بالنفس، و المعاناة من صعوبات فى النوم والشعور الدائم بالتعب والشعور بالاكتئاب واليأس معظم الوقت والأفكار الانتحارية، وقد تشمل الشك فى الآخرين والانفعالات الحادة والغياب عن العمل».
وتابع: «في حال القلق العام والهلع والرهاب، يتدفق الأدرينالين (هرمون الاستنفار في الجسم) بشكل عال للأقدام والهروب وهو ما يؤدي الى التأثير على ديناميكية الأوعية الدموية، مما يسبب الشعور بالبرودة والقشعريرة خاصة في نهاية الأطراف
أيضاً».
ليس بالضرورة أن يصاب الجميع باكتئاب الشتاء، وفق “نصار”، الذي قدم نصائح للمصابين بهذا النوع بالاكتئاب، قائلاً: «ينصح بعدم التوتر والقلق لأن شعور الاكتئاب هذا يعد مؤقتًا، وينتهي بانتهاء الفصل أو المناخ أو بفور التدخل بالعلاج السلوكي وممارسة طقوس الحياة وانتظام الساعة البيولوجية والأخذ بالطرق السهلة والبسيطة في العلاج الفعال».
اقرأ أيضاً: موظفون لمسؤولي الحكومة: جربوا أن تداوموا معنا يوماً واحداً في هذا البرد!