“موسى شماس” سبعين عاماً في المستطيل الأخضر
كما جرت العادة فإن القيادات المتعاقبة تحرص على تكريم الكبار بعد الموت حصراً
سناك سوري- دمشق
بعد سبعين عاماً في خدمة الرياضة، لاعباً ومدرباً ومستشاراً كروياً، قدم خلالها كل إمكانياته التي امتلكها بالعلم والمثابرة، والترحال الدائم، في العالم لكسب المعرفة والخبرات، يبقى “موسى شماس” واحداً من أعلام كرة القدم السورية، وأحد مصادر أفراحها القليلة.
لم يكن هذا الأنيق في المستطيل الأخضر والحياة سوى عازف على أوتار المتعة، وطوال السنوات التي كان فيها لاعباً، لم يشهر قضاة الملاعب أيّة بطاقة ملوّنة في وجهه، يقول رفيق دربه “جورج خزوم” لـ سناك سوري: «لقد انطلق باكراً إلى ملاعب كرة القدم، واعتبرها الزاد والهوى».
ابن مدينة القامشلي كان صاحب الفضل في تطوير لعبة كرة القدم فيها، يقول “خزوم”:«كان في السادسة عشر عندما تمّ استدعاؤه لفريق “الشهباء” من مدينة “حلب”. وفي بداية الخمسينيات تمّ تشكيل فريق المنطقة الشمالية العسكري، واستدعي للفريق، حيث زجه المدرب اليوغسلافي “سلوبادان مونتيش” في التشكيلة الأساسية، وحقق هدف الفوز الوحيد في أول اختبار خارجي على فريق “الترسانة المصري”».
لم تكن تلك البداية إلا مقتطفاً قصيراً من رحلة “الشماس” الطويلة، التي لم تغب عنها الكرة حتى بعد المرض، حيث يتابع “خزوم” سرد وقائعها بالقول: «اختير أفضل لاعب سوري ضمن الاستفتاء الذي جرى عام 1954، واستمرت رحلاته مع المناسبات الكبيرة، وأهمها موقعة “برشلونة” في دورة المتوسط عام 1957، وذهبية بطولة الجامعة العربية في “تونس” بعد الفوز على المستضيف. وفي العام 1958 وأثناء الوحدة بين “سورية ومصر” كان اللاعب الوحيد من “سورية” في التشكيلة الأساسيّة لمنتخب “الجمهورية العربيّة المتحدة”، ونال لقب “السلطان” من الصحافة المصرية».
اقرأ أيضاً بطاقة حمراء للكابتن “خالد معمو” بسبب منشور ناقد على فيسبوك
بدأ “الشماس” حياته كمدرب في مطلع السبعينات من القرن الماضي وكانت مع نادي الجيش السوري الذي أمضى معه عامين قبل أن يتوجه إلى ألمانيا ويخضع لدورتين تدريبيتين هناك ومن ثم العودة كمساعد للمدرب الإنكليزي “ويليم بيل”، وهي تجربة جعلته يكتسب الطريقة الإنكليزية في التدريب بحسب مايرى الكابتن “فؤاد القس”، ويضيف:«استلم تدريب المنتخب الوطني عام 1981، وخاض تجارب داخلية وخارجية كثيرة، وكان أول من أدخل خطة 3/5/2 للكرة السوريّة».
الشماس يعيش اليوم حالة صحية صعبة في العاصمة دمشق فقد تجاوز الـ 85 من عمره، يقول المقربون منه إن يعيش أشبه بالوحيد، في ظل عدم اهتمام المعنيين بالرياضة السورية بحالته أو حتى زيارته أو تكريمه أو القيام بأي بادرة من الممكن أن تعيد له بعضاً من معنويات أفقدته إياها الشيخوخة .
يقول أحد أصدقائه مختصرا المشهد:«رحلة “شماس” انتهت فعلياً عندما جلس في منزله وحيداً دون أن يلتفت إليه أحد، ودون أي سؤال من الاتحاد الرياضي العام، واتحاد كرة القدم الذي قدم له “الشماس” زهرة حياته، وكما جرت العادة فإن هذه القيادات المتعاقبة تحرص على تكريم الكبار بعد الموت حصراً، حتى لا يشعر المكرم أن من يكرمه لا يستحق حتى الوقوف جانبه لأخذ صورة تذكارية».
اقرأ أيضاً سوريا: دعوات للتظاهر ضد القائمين على الرياضة السورية