موسم الزيتون “جيد” وأجرة العامل 7000 باليوم!
النساء يتكفلن كما الأعوام السابقة بقطاف الزيتون.. أجواء عائلية وطبخات ريفية
سناك سوري – غرام عزيز
تعتبر الستينية “أم عيسى” من سكان قرية “بعمرائيل” في ريف “بانياس” موسم الزيتون فرصة مناسبة لها للعمل والحصول على مونتها من الزيت كونها لاتملك أرضاً خاصة بها مزروعة بأشجار الزيتون، حيث تعمل كل يوم مايقارب سبع ساعات مع الجيران والأصدقاء في القرية مقابل الحصول على ثلاثة عشر كيلو من الزيتون أي مايعادل تنكة من الثمار .
وتضيف في حديثها مع سناك سوري:«أنا لا أريد المال مقابل عملي لأن الأهم بالنسبة لي هو تأمين حاجتي من زيت الزيتون».
العمل مقابل المال أمر معتاد في موسم الزيتون حيث تستعين الكثير من الأسر التي لديها كروم كبيرة بورشات خاصة لهذه الغاية ولكن هناك مفارقات كثيرة حصلت مع هذه العائلات العام الحالي يرويها لنا “أبو مدين” فيقول:«زادت أجرة العامل هذا العام كثيراً حيث أصبحت تتراوح بين 7- 5 آلاف ليرة سورية وعلى صاحب الأرض أن يؤمن للعمال الطعام والشراب أي أن كلفة العامل قد تزيد عن هذا الرقم أيضاً، لكن الحاجة تدفع الناس للقبول والرضى بشروط العمال الذين قلّ عددهم كثيراً هذه الأيام».
طقوس الزيتون لم تتغير كثيراً لدى العديد من الأسر في الساحل السوري حيث يحصل الموظفون على إجازات خاصة لهذا الموسم ويتشارك أفراد العائلة جميعاً العمل حتى أن البعض من الأصدقاء والجيران يمكن أن يقدم مساعدة ليوم عمل واحد أو لساعات معينة.
عادة الاستيقاظ المبكر وتحضير الزوادة ماتزال حاضرة في منازل السوريين حسب “أم علي” التي توضح أن حواضر المنزل الريفي ومؤونته تشكل أساس الزوادة مثل الزيتون والمكدوس والبطاطا المسلوقة والكشك إن وجد، مشيرة إلى أنه يمكن أن تطبخ السيدات في الأرض طبخات معينة مثل البرغل بحمص المسلوق مع الفروج على الحطب بالإضافة للشواء الذي يمكن أن يكون بمثابة نهاية موسم القطاف أو مايسمى “الخلاصة”، أو يمكن أن يحضر البعض أنوعاً من الحلويات حسب رغبة العمال.
موسم الزيتون للعام الحالي ممتاز فهي سنة حمل و فرصة هامة للأسر التي تعتمد عليه كمصدر دخل لكنه بالمقابل لن يسهم في تخفيف عبء شراء زيت الزيتون عن كاهل الأسر التي لاتملك حقول زيتون أي أنها ستضطر لشراء البيدون سعة 20 ليتر أي مايقارب 18 كيلو من زيت الزيتون بمبلغ 35 ألف ليرة سورية، حسب ما أكده “محمد وردة” أحد مالكي الحقول الكبيرة في محافظة “طرطوس”، مبيناً أن سعر تنكة الزيتون المخصص للتخليل يقدر بسبعة آلاف ليرة سورية.
ظروف الحرب التي تمر بها البلاد ساهمت في توجه الكثيرين من كبار السن والنساء للعمل في مواسم القطاف كون أغلبية الشباب في العسكرية أو مسافرون أو بسبب فقدان الكثير من الأسر لمعيلها ما دفع الأم أو الزوجة للعمل لتعويض النقص في المورد الذي حلّ بالعائلة خلال سنوات الحرب، كما أن غياب فرص العمل وصعوبات الحياة المعيشية وظروف الغلاء التي تمر بها البلاد جعلت من موسم الزيتون على الرغم من صعوبة العمل فيه موسم رزق وخير إضافي للسوريين.
اقرأ أيضاً:“سوريا” فرض أتاوات على موسم الزيتون وعمليات اختطاف وترهيب..أبرز انتهاكات عفرين