موجة تضامن واسعة مع حسن م يوسف بعد قرار فصله من اتحاد الكتّاب العرب
فصل حسن م يوسف يفتح نقاشاً حول دور اتحاد الكتّاب وشرعية قراراته

قوبل قرار فصل الكاتب “حسن م يوسف” من اتحاد الكتّاب العرب بموجة تضامن واسعة من مثقفين وكتّاب وقرّاء عبّروا عن استيائهم مما اعتبروه مساساً بمكانة كاتب يشكّل جزءاً من الذاكرة الثقافية السورية، وفيما انتشرت ردود الأفعال عبر منصات التواصل ووسائل الإعلام، عبّر كثيرون عن وقوفهم إلى جانب يوسف، مشيدين بتاريخه الأدبي والإعلامي، ومعتبرين أن القرار لا ينسجم مع الدور المفترض لاتحاد الكتاب في حماية حرية الرأي وصون كرامة المبدعين.
سناك سوري-دمشق
الدكتور “علي سليمان”، وصف “يوسف” بالمبدع السوري الكبير والإنسان النبيل وعلى الرغم من اختلافهما بالرأي، فإنهما لم يخسرا صداقتهما.
وأضاف: «أعتقد أن إعلان فصل الأستاذ حسن م يوسف من اتحاد الكتاب العرب، الذي لم ينتسب إليه أصلاً، وإدراج اسمه في قائمة تسيء إلى ذاكرة الناس، قبل أن تسيء إليه، إجراء ينتمي إلى الكوميديا السوداء».
وتابع سليمان منتقداً أداء الاتحاد تاريخيا: «فعضوية اتحاد الكتّاب لم تكن يوماً، في رأيي، أمراً مشرفاً منذ مطلع الثمانينيات… خصوصاً بعد أن بارك كارثة التوريث، بينما لم يمنع وجود أسماء مثل رفعت الأسد في قوائمه من انتساب آخرين إليه طوعا!».
أما صانعة المحتوى “رامه خليل”، فقالت: «قد تتفق معه وقد تخالفه وهذه طبيعة الكون، ولكنك لا تستطيع كسر قلمه، لا تستطيع كسر قلم الكاتب، هو القائل أيضاً أن”الكاتب ليس موظفاً عند أحد، بل ضمير حيّ لا يُشترى”».
من جانبه اعتبر الناشط “عصام حسن” أن القرار أقرب إلى “لوحة سريالية”، وأضاف: «من أدرج اسم حسن م. يوسف في هذه القائمة يبدو أنه يجهل تاريخه ومكانته، وربما كان الدافع حقداً أو انتقاماً شخصياً بسبب مسلسل (أخوة التراب)».
وسخر من المفارقة التي جعلت اتحاد الكتّاب يكرر أخطاء النظام السابق قائلاً: «هل هناك شخص عاقل يلغي عضوية نزار قباني وأدونيس؟»، وانتقد ما وصفه “بالاحتفاء الشعبي الهابط” بكل ما يضر البلاد، وقال: «هل كنا نكره النظام ونريد زواله كي نمارس نفس أفعاله؟ هل كانت هذه الغاية؟ هل كانت المشكلة: بيد من السكين؟».
من جهته، كتب صاحب دار الفريد للطباعة والنشر، فريد ياغي: «أكبر جريمة ممكن يكون عملها حسن م يوسف هي إنو كتب مسلسل أخوة التراب من 30 سنة، ومع هيك العصملي ما نسيه». وأضاف: «أدعوكم لمتابعة التحفة الفنية الخالدة أخوة التراب».
أما “محمد عيسى”، فقال: «بالمختصر حسن م يوسف هو الرجل الشجاع الوحيد و الحقيقي في هذه القائمة..و هو الوحيد الذي انتقد ممارسات كل من سبقه فيها في زمن سطوتهم و قوتهم بينما كثيرون ممن يهاجموه اليوم كان من كلاب سلطتهم المخلوعة الظالمة».
بدورها انتقدت المحامية “كارولين صالح” القرار، وقالت إن «من كتب ملحمة نهاية رجل شجاع وملحمة أخوة التراب فاق في قيمته كل إتحاد»
وكتب الموسيقي سمير كويفاتي متضامناً: «أعمال عديدة كان لي شرف المشاركة فيها ، حملت أسم مبدع كبير من بلدي .. الأستاذ حسن م يوسف نتشرّف جميعاً بقراءة ماكتبته وما تكتبه ، والشرف الأكبر هو المشاركة بإنجازه ليكون شاهداً صادقاً للتاريخ».
وأعاد الباحث والمفكر الإسلامي “محمد حبش” التذكير بموقف نبيل اتخذه حسن م يوسف عام 2017، حين دافع عن دعاة السلام في الداخل والخارج، وكتب مقالاً في صحيفة “الوطن” انتقد فيه منع دخول أسماء معتدلة إلى البلاد، ما عرضه لاحقا لحملة هجومية قادها رئيس تحرير الصحيفة نفسها وعضو القيادة القطرية حينها.
وقال حبش: «يستحق حسن م يوسف كل احترام لموقفه النبيل هذا، علماً أنني لم ألتقِ به في حياتي إلا مرة واحدة قال لي فيها: إن قلمك تسامح وانفتاح، وأنت أجمل تفسير لكلمة نيوتن: إن الإنسان بنى كثيراً من الجدران وقليلاً من الجسور».
أما الفنان أيمن زيدان فكتب مطوّلاً: «للتذكير فقط، فإن حسن م. يوسف هو القاص والصحفي والأديب الحر الذي كان مسكونا بهموم وأوجاع البسطاء والمقهورين طوال رحلته الأدبية والصحفية التي تقارب نصف قرن من الشغف والإنجاز».
وأشار زيدان إلى إسهاماته في الدراما السورية، من “نهاية رجل شجاع”، إلى “أخوة التراب”، و”صلاح الدين”، و”حارس القدس”، وأعماله في تدريس أجيال من كتاب السيناريو.
وختم بالقول: «للتذكير، أثناء حصار لينينغراد كان ستالين يحفز الروس بجملته الشهيرة: لندافع معاً عن وطن بوشكين».
وكان اتحاد الكتّاب العرب بدمشق أصدر قراراً أمس، بفصل عدد من أعضائه بينهم “بثينة شعبان” و”بشار الجعفري” وآخرين، إضافة للكاتب “حسن م. يوسف” الذي ردّ على القرار بنفي عضويته أصلاً في الاتحاد.
وقال “م. يوسف” عبر صفحته على فيسبوك أنه تفاءل خيراً حينما صدر قرار تعيين الناقد “أحمد جاسم الحسين” رئيساً للاتحاد، لكنه أشار إلى أنه لم يكن يوماً عضواً في اتحاد الكتاب العرب.
وأوضح أن الرئيس السابق للاتحاد “نضال الصالح” حضر قبل سنوات محاضرة لـ”م. يوسف” في المركز الثقافي ببانياس، وأبلغه حينها أن رئاسة الاتحاد قررت منحه عضوية الشرف، مضيفاً أنه لم يتابع الأمر ولم يحصل على بطاقة الاتحاد.