سناك سوري – خاص
منحت المادة 44 من الدستور السوري للمواطنين الحق بالتظاهر السلمي لأول مرة منذ عقود بعد أن كانت حالة “الطوارئ” تمنع ذلك.
ولأنني كمواطن سوري أدرك جيداً حقوقي الدستورية فإنني قررت أخذ حقي بالتظاهر والتمتع بما منحني إياه الدستور وبدأت بالتظاهر بشكل يومي.
وقبل أن يفهمني “عويدل” غلط ويظن بي الظنون ويبدأ بكتابة رسائله التقريرية بخطه الجميل، فإنني بدأت كل صباح أتظاهر في طريقي إلى العمل بأني متفائل ونشيط، أتظاهر أني سعيد كي لا أبث الطاقة السلبية في صفوف أبناء الوطن.
أتظاهر بأن راتبي كافٍ لتلبية احتياجاتي كي لا أزعج الحكومة بطلباتي، أتظاهر بأن الأسعار منخفضة ومناسبة كي لا أشكك بفعالية دوريات تموين، أتظاهر بأن ساعات التقنين غير طويلة كي لا أزيد من الضغط على وزارة الكهرباء، وبأن المواصلات مريحة والخدمات متوفرة والحياة حلوة.
لكنني اكتشفت كمواطن سوري متأخراً بعد مرور كل هذا السنين أن كل ما أفعله ويفعله كثيرون أمثالي هو التظاهر بأننا أحياء.
اقرأ أيضاً: لست بارعة بقدر المسؤولين.. فشلتّ باستخدام العقوبات كوسيلة تملّص