مواطنون يصلون دمشق براً لأول مرة منذ 4 أعوام

سناك سوري – آزاد عيسى
حقق “محمود سعيد” حلمه بالوصول إلى “دمشق” من خلال حافلته الخاصة التي انطلق بها من مدينة “القامشلي” باتجاه العاصمة “دمشق” يوم الأحد الماضي.
وذلك بعد قرابة 4 سنوات على انقطاع هذا الطريق بحكم الصراع الدائر في البلاد وتعدد الجهات المسيطرة على أجزاءه سابقاً ومخاطر المرور عليه ما أدى لامتناع المواطنين عن استخدامه حفاظاً على سلامتهم.
عودة هذا الطريق إلى العمل بعد سيطرة القوات الحكومية عليه تعني إعادة ارتباط القامشلي والحسكة مع العاصمة دمشق ومحافظات حلب وحمص وغيرهما عن طريق البر بعد سنوات من اعتماد طريق الجو.
يقول “سعيد”:«كان هناك ازدحام شديد على مكاتب الطيران التي كنا نقف أمامها منذ ساعات الفجر الأولى لحجز مقعد إلى دمشق، وكثيراً ما كان يأتي الموظف ببرودة أعصاب يقول الشبكة معطلة أو ألغيت الرحلة وأسباب أخرى لا تغني ولا تسمن».
طريق القامشلي دمشق براً يعد شريان حياة للأهالي خصوصاً المرضى والطلاب والذين كانوا خلال الفترة الماضية شبه منقطعين عن أهاليهم يقول “مصطفى حسو” وهو طالب في جامعة تشرين باللاذقية:«لطالما امتنعت عن السفر إلى عائلتي بسبب غلاء أسعار الطيران وصعوبة تأمين الحجز، لكن مع عودة الطريق البري استعدت طاقتي وأتيت إلى القامشلي حيث أهلي وطعام أمي الذي لم أتذوق طعمه منذ أكثر من عام».
الرحلات من القامشلي انطلقت تجريبيا ًقبل أيام وهي تحظى بإقبال جيد، يقول سائق الحافلة لـ سناك سوري إن خط السير يكون من القامشلي مروراً بالحسكة إلى منبج ومنها إلى مدينة حمص وبعدها إلى دمشق وجميعها مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية».
تستمر الرحلة ما يقارب الـ 15 ساعة، بعد أخذ استراحة تتجاوز الساعتين في إحدى البلدات أو المدن، أمّا سعر بطاقة الراكب الواحد فهي 14 ألفاً، واعتباراً من الأسبوع القادم ستكون هناك رحلات إضافية لاستيعاب كل الركاب.
شركات النقل وحدت سعر البطاقة 14 ألف ليرة سورية، وهو ما يراه المواطن ثمناً باهظاً جداً، حيث طالب جميع من التقيناهم بتخفيض سعر البطاقة خصوصا وأن أغلب المسافرين هم من الطلاب والمرضى.
لا تقتصر الفائدة من عودة الطريق على المواطنين المسافرين برأي “حسين الناصر” وهو تاجر من الحسكة، يقول لـ سناك سوري:«ستنعكس الفائدة على الأسعار أيضاً فقوافل المواد بدأت تعبر إلى الحسكة عبر هذا الطريق دون عقبات كبيرة كما في السابق، فخلال الفترة الماضية كنا ندفع الكثير لحواجز المسلحين وكثيراً ماكانوا يرفضون مرور المواد بحجة أننا من المكون الكردي وذلك بسبب الخلافات السياسية، بينما اليوم الأمور أفضل وتكلفة العبور باتت أقل بكثير».
يذكر أن عودة طريق “القامشلي” دمشق من شأنها أن تساهم في تسهيل حركة المواطنين وتنقلهم من الشمال السوري إلى باقي المحافظات وكذلك العكس، وهو أمر قد يساعد على تعزيز التماسك الإجتماعي.