مهندسة تصنع لابنها الحقيبة التي تحلم بها ولا تستطيع دفع ثمنها
“نورمان أحمد” دورت الجينز لتصنع حقيبة مدرسية
سناك سوري – رهان حبيب
استفادت المهندسة “نورمان أحمد” من أهالي مدينة “اللاذقية” من خبرتها في مجال الخياطة لتحيك لابنها حقيبته المدرسية الخاصة وتوفر على نفسها ثمن الحقيبة الذي تجاوز في الأسواق حسب قولها عشرين ألف ليرة سورية علماً أن الحقيبة لا تحمل أية مواصفات خارقة.
“أحمد” التي أجرت جولة في الأسواق بحثاً عن حقيبة مدرسية تناسب وضعها المادي كموظفة تعلمت سابقاً الخياطة وفنون يدوية متنوعة منذ أن كانت طالبة، وجدت أن لديها القدرة على تصميم حقيبة جميلة ومتينة وتخدم ابنها في حمل الكتب أفضل مما عرض بالأسواق، وتقول في حديثها مع سناك سوري :«أغمضت عيني أكثر من مرة لأتأكد من سعر الحقيبة التي أعجبتني لابني وعمره تسع سنوات، السعر تجاوز العشرين ألفاً والحقيبة لا تحمل أي مواصفات خارقة، يعني في النهاية هي حقيبة مدرسة، فخطرت لي فكرة تصنيع الحقيبة التي أشتهيها لابني وبالفعل باشرت بها».
البداية كانت بأخذ قياسات حقيبة قديمة، حسب “أحمد” التي استخدمت بنطلون جينز قديم وكان بنطلون واحد كافياً وبقياس كبير موضحة أنها اختارت هذا القماش لمتانته وليتمكن ابنها من حمل كتب كثيرة والدفاتر فيها، لافتة إلى أنها وجدت المتعة في هذا العمل مع ابنها الذي شارك برأيه في كل مرحلة وعدلت بعض القياسات والمواصفات وفق طلبه وهذا طبعاً غير ميسر بالنسبة للحقيبة التي كان سيشتريها من الأسواق.
تشجع “أحمد” السيدات على التجربة رغم الغصة فهي تعرف جيداً أن ليس لدى كل الأمهات الخبرة، لكنها مستعدة لتقديم المساعدة لمن تطلب، وتتمنى أيضاً أن تتحسن الظروف لتتمكن كل الأمهات من شراء ما يشتهين لأولادهن فالحقيبة والمقلمة وغيرها احتياجات ضرورية وبسيطة من غير المريح أن تتحول لأحلام بعيون طلابنا وغصة في نفوس الأهل.
المهندسة “أحمد” ليست المواطنة الوحيدة التي اختبرت عملية إعادة التدوير والاستفادة من كل شيء حتى الكيلوتات القديمة وطرق أخرى متنوعة للتحايل على ظروف الغلاء التي تشهدها البلاد وأغلبهم من الموظفين الذين لا حيلة لهم سوى روايتهم المثقلة بالأقساط.
اقرأ أيضاً: بالغرامات.. طريقة تسوق جديدة يتلاعب بها السوريين على الغلاء