من ينقذ الصحافة والصحفيين من ملاحقة “البعبع الحكومي”؟
“أبو شوال” سلم الراية لـ”البعبع الحكومي”.. هيا نصفق للمسؤول وناخد “بمبونة”!
سناك سوري-رحاب تامر
تحت سماء هذه البلاد هناك الكثير من الذين يعانون، وهناك أيضاً أمهات لصحفيين يذوب قلبهم على أبنائهم الغائبين في السجون، ربما بطلب من مسؤول، أو ربما لأن الحكومة لم تعد تريد لهم أن يقوموا بأي دور!.
“البعبع” الحكومي مايزال يطاردنا كما طاردتنا القذائف في مثل هذه الأيام قبل عام تقريباً حين كانت “دمشق” ملآى بالوجع والدم، الحكاية تقول إن زملاءً صحفيين اعتقلوا، ربما لأنهم فكروا حتى تفكير بالنقد ولم ينتقدوا بعد، وربما لم يعجب “المسؤول” أن يسمع نقداً من أحد، فهو الآمر المطاع وربما الإله لو كنا نعيش قبل عدة قرون تحديداً في زمن الأصنام.
رئيس الحكومة “عماد خميس” وتحديداً في شهر آب الفائت قال في لقاء خاص مع صحيفة “الوطن” المحلية إنه يطلب من الناس والإعلام والجهات المعنية تقييم حكومته معتبراً أن تلك الجهات هي الوحيدة المخولة تقييم الأداء الحكومي، لكن دولة رئيس الحكومة لم ينبهنا حينها إلى أسماء المسؤولين والوزراء الذين لا يقبلون ولا بأي شكل من الأشكال تقييم أدائهم الحكومي، فوقع زميلي الاثنين ضحية فخ كبير حين قررا العمل بطلب رئيس الحكومة شخصياً.
اقرأ أيضاً: “خميس” يريد من المواطنين تقييم حكومته: نجحنا أم لا؟
لماذا يخاف المسؤول السوري من الكلمة والصحافة، والأهم من منحه سلطة محاسبة من يفتحون أفواههم إلا لالتقاط الخبز المدعوم حكومياً، إن كان الدستور السوري المرجعية الأولى والأخيرة لكل السوريين حتى “المسائيل” منهم يقول في مادته الـ42 إن «لكل مواطن الحق في أن يعرب عن رأيه بحرية وعلنية بالقول أوالكتابة أو بوسائل التعبير كافة»، ويؤكد في مادته الـ43 أن «الدولة تكفل حرية الصحافة والطباعة والنشر ووسائل الإعلام واستقلاليتها وفقاً للقانون»، لماذا يحق للمسؤول السوري سجني على كلماتي ولا يحق لي محاسبته على انتهاكه الدستور الذي من المفترض أن يكون أحد مقدسات هذه البلاد.
بخلاف الصحفيين الوصوليين الذين يطبلون للمسؤولين، لا يتقاضى الصحفي الذي اختار المبدأ أي مبالغ مالية كبيرة، فالذي اختار مهنة المتاعب، يبحث عن الشغف وتحقيق الحلم والارتقاء بمجتمعه بغية الوصول إلى مجتمع مخدم نظيف قادر على تربية جيل واعي يتمكن مستقبلاً حين يتسلم مراكز قيادية أن يرتقي بحال هذه البلد، فلماذا يمنع المسؤول السوري هذه الأمنية عنا، أليس في الأمر خيانة كبرى تستوجب الاعتقال والسجن والمحاسبة.
ختاماً، أود أن أشارككم شخصية “أبو شوال” وهي شخصية خيالية ابتدعها آبائنا ليرهبونا بها حين كنا صغاراً، فـ”أبو شوال” هذا كان يدور على المنازل ليل كل يوم ليأخذ الطفل “غير المطيع” ويضعه في “شوال” على كتفه، وهكذا كبرنا مع “أبو شوال” الذي ضاق “شواله” على أجسادنا بعد أن كبرنا، لكنه سلم راية الخوف لـ”بعبع” جديد هو “البعبع الحكومي” الذي مايزال يطارد “غير المطيعين” منا حتى يومنا هذا، في حين أنه يمنح كل المطيعين “بومبونة”.
اقرأ أيضاً: الوزراء المغادرون والصحافة.. “شو بدي اتذكر منك يا سفرجل كل عضة بغصة”!