الرئيسيةحكي شارع

من مدينة ملاهي لبسطة جرابات: أماني السوريين بوجه الواقع

لو صار معك 25 مليون.. شو بتعمل؟ سوريون يجيبون بصراحة!

في ظل التحديات الاقتصادية والمالية التي يعيشها السوريون، يصبح التفكير بأي مبلغ تمويلي بلا فوائد فرصة عملية يمكن أن تغير مسار حياة الكثيرين، من هنا طرح فريق سناك سوري سؤالاً مباشراً لمتابعيه عبر استبيان بسيط: “إذا البنك أعطاك قرض 25 مليون ليرة سورية من دون فوائد.. ماهو المشروع الذي تريد تأسيسه؟”.

سناك سوري-دمشق

الإجابات كانت مرآة صادقة لطموحات الناس، وأيضاً لهمومهم اليومية، بين من يرى في القرض فرصة لبداية جديدة، وبين من يعتبره مجرد وسيلة لسد حاجات أساسية طال انتظارها.

بعض الإجابات عكست بشكل واضح حجم الفجوة بين تطلعات الناس وما يعيشه المواطن السوري يومياً، وقالت “همسة”: «هلق البنك يعطينا مصرياتنا وكتر خيرو، والله ما عاد رح نعذبو بشي»، في إشارة منها إلى حبس السيولة وحرمان الزبائن من الحصول على أموالهم المتواجدة في البنوك.

أما “يوسف” لا يبدو أنه يمتلك رصيد في البنك، ولا حتى حلم التفكير بمشروع حيث طالب منحه راتبه أولاً، «بعدين منفكر بالقروض والمشاريع»، في إشارة منه لتأخر صرف الرواتب شهرياً.

قروض لتغطية الأساسيات!

عدد كبير من المتابعين لم يتعامل مع القرض كمشروع بقدر ما رآه كوسيلة للنجاة من الأعباء اليومية، مثل “رندة” التي قالت: «بشتري تياب.. وغاز… ومونة»، لتفكر “هيفاء” بطريقة كسر النمطية حيث تريد أن تشتري سيارة لتعمل عليها.

مقالات ذات صلة

“جعفر” يبدو أنه مايزال يعيش في صلب الواقع السوري السابق، حيث قال إنه سيشتري بنزين ويدخره ليبيعه حين ينقطع من الأسواق، مستلهماً فكرته من أزمات المحروقات المتكررة السابقة، وتوظفيها كفرصة تجارية.

الهجرة.. مشروع بديل؟

اللافت أن بعض المتابعين لم يرَ في القرض فرصة للاستثمار محلياً، بل وجدها فرصة للهرب من الواقع، مثل “هادي” الذي قال إنه بمجرد حصوله على القرض سيحصل على جواز سفر ويسافر، في تعبير صريح عن الإحباط والبحث عن فرص خارج الحدود.

ومن بين الإجابات المميزة، كانت هناك “رؤى”، التي ستعمل على بناء “أروع مدينة ملاهي بدير الزور”، مراعية حاجات الأطفال للفرح واللعب، مع الإصرار على جودة عالية للألعاب والخدمات.

أما موفق وهدى فقد اختارا فكرة “مكتب تصريف عملة“، ربما كمؤشر على إدراكهم لديناميكية السوق وتقلباته الدائمة.

إحسان، من جهته، كانت له نظرة أكثر زراعية وإنتاجية، حيث سيقوم بإنشاء “مشروع دجاج بياض بـ 200 دجاجة”، مما يعكس توجهاً نحو مشاريع غذائية أساسية ومربحة.

ومن بين المشاريع التي طرحها المتابعون ويبدو أن كثير منهم من فئة الشباب، مشروع لزراعة الفطر وآخر لزراعة النباتات الطبية.

ربما تبدو 25 مليون ليرة اليوم مبلغاً متواضعاً أمام ارتفاع التكاليف، لكن في عيون من يعيشون على الأمل، هي فرصة لبداية صغيرة، علّها تكبر يوماً ما وتثمر أحلاماً حقيقية، في النهاية، يتضح أن السوريين مهما اشتدت أزماتهم، لا يزالون يحلمون، يخططون، ويبحثون عن ممرات نحو مستقبل أفضل سواء عبر مشروع صغير في حي شعبي، أو مدينة ملاهي تضيء سماء دير الزور، أو حتى فكرة بسيطة بحجم بسطة جرابات.

زر الذهاب إلى الأعلى