من مخبرية إلى صانعة ألعاب… كيف غيرت الحرب حياة فاطمة السورية؟
كردية: ابحثوا عن الأشياء التي تحبوها لأنكم ستبدعون فيها أكثر من أي شيء
سناك سوري -عمرو مجدح
استطاعت “فاطمه كردية” ابنة مدينة “حلب” أن تكتشف مواهبها، وتتميز في مجال صناعة الألعاب متجاوزة بذلك العقبات التي قابلتها في حياتها بعد أن خسرت عملها كمخبرية في أحد معامل الدواء بسبب الحرب.
“كردية” خريجه كليه العلوم قسم “الكيمياء الحيويه” كانت تعمل كيميائية بمخبر ضبط الجودة بشركة للصناعات الدوائية تزوجت في بدايه الحرب وكانت تمارس عملها بشكل يومي وطبيعي ومع اشتداد المعارك وانعدام الأمان الذي شهدته مدينة حلب حينها خسرت عملها حيث تقول:«أصبحت في تلك الفترة ربة منزل ورزقت بتوأم ومضت الأيام إلا أن توقفي عن العمل والحركة أدخلني في حالة اكتئاب بشعة خاصة أني منذ تخرجي وأنا أعمل».
تلقت “كردية”الدعم والتشجيع من أهلها وزوجها وبعض الأصدقاء وخرجت من حالة الاكتئاب وهنا بدأت مرحلة جديدة حيث تقول:«بدأت باستغلال بعض هواياتي بالمخرز في تصميم “الشينات” وملابس الأطفال من خلال قطع مختلفة وسمعت الكثير من عبارات الإعجاب والثناء على عملي وبدأت ألمس النجاح وتفاجأت بطلبات الشحن إلى “لبنان” وأنا في بدايتي لكنني فيما بعد وجدت نفسي أكثر في صناعة الألعاب».
اقرأ أيضاً:كيف تحول”أسامة الأحمد” من عامل النظافة إلى أستاذ جامعي؟
النقلة الأكبر في حياة “كردية” كانت تعلمها لصناعة الدمى اليدوية، تقول إن :« فكرة صناعة الدمى جاءت من خلال متابعتي لصفحات غربية وعربية وبدأت تعلم الخطوات وأسماء الغرز عن طريق موقع “اليوتيوب” وبعد نجاحي في صناعة أول دمية قررت أن أتابع في المجال وأنشأت صفحات خاصة بأعمالي على مواقع التواصل الإجتماعي، لم أتوقع هذا التفاعل من الناس وبدأت تصلني العديد من الطلبات من مختلف المحافظات السورية وأقوم بتوصيلها عن طريق الشحن».
شريحة الشباب هم أكثر الزبائن الذين يطلبون منتجاتها حسب قولها :«في البداية اعتقدت أن الزبائن سيكونون من فئة الأطفال لكني اكتشفت أن أغلب الزبائن هم من شريحة الشباب، طلب مني في إحدى المرات صنع دمية على شكل طبيبة كما طلبت مني فتاة صناعة دميتين واحدة تشبهها والأخرى تشبه خطيبها وأهدته الدمية التي تشبهها واحتفظت بالأخرى وعندما تصلني الرسائل من الزبائن بعد استلامهم للألعاب أشعر بالفرح بكلماتهم وبدوري تكون فرحتي مضاعفة أنني استطعت إدخال السعادة إلى قلوبهم».
وعن المستلزمات التي تحتاجها في صناعة الدمى :« أستعمل خيوط القطن و “الديكرون” للحشو وفي مرحلة تطريز العيون أستخدم الألوان وسلك لتحريك اللعبة والشعر حسب رغبة الزبون إما يكون من الخيط أو “اكستنشن” شعر صناعي».
وعن توفر المواد والمستلزمات قالت:«للأسف في سوريا لا تتوفر كل المستلزمات بسهولة خاصة في الفترة الأخيرة وإن وجدت فهي غالية».
تحلم “كردية” أن يكون لها محلها الخاص لتعرض أعمالها من خلاله وتوجه رسالة لكل من يمر بحالة إحباط قائلة: «ابحث عن الأشياء التي تحبها لأنك ستبدع فيها أكثر من أي شيء وتذكر أن كل واحد منا لديه شيء مميز ومبدع فيه لا تنتظر أن يقوم أحد باكتشاف مواهبك اكتشفها بنفسك وأبرزها».
اقرأ أيضاً:“سها الحلو” موهبة تحدت التقنين الكهربائي بضوء الكاز