الرئيسيةحرية التعتير

من صاحب مصنع إلى لاجئ في مخيمات أوروبا

“هناء حنان” الآن أستطيع أن أقول أنني على قيد الحياة

سناك سوري – متابعات

بعد أن كان يدير مصنعاً للألبان في مدينة “إدلب” يضم أربعين عاملاً، وصل اللاجئ “يوسف حنان” إلى “إيرلندا”، بعد رحلة لجوء قاسية، بدأت من “تركيا”، ليستقر فترة طويلة في مخيم للاجئين في “اليونان”، وسط ظروف معيشية قاسية لم يكن يتخيلها مطلقاً.

“حنان” الذي استعاد في حديثه لـ “يورو نيوز” ذكريات مصنعه الذي اختفى مع عماله الكثر، وروى قصته مع اللجوء قائلاً: «كان حلمي الوصول إلى “إيرلندا” لوجود الكثير من أصدقائي ومعارفي في هذا البلد، ولدي أيضاً إذن من “مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” للذهاب إلى “إيرلندا”. لقد جابهتنا الكثير من العراقيل والمشاكل، عشنا حياة عصيبة. كنا نعيش جميعاً داخل خيمة مبللة بالماء، كان من الصعب العيش فيها، ولكننا بقينا لمدة تسعة أشهر.. لن أنسى تفاصيل خروجي ما حييت، لقسوة اللحظات التي امتدت على مدى أشهر طويلة حتى وصلت إلى “إيرلندا”». (حنّان يبحث عن الحنان بعد أن ضاع منه الأمان.. كم عدد أمثاله الذين يفضلون البقاء في بلدهم لو عاد له الأمان بدل أن يخوضوا رحلة العذاب إلى أوروبا؟)

إقرأ أيضاً : “ليلى صالح” لاجئة سورية بعمر 110 أعوام!

زوجته “هناء حنّان” التي افتقدت للكثير من مقومات الحياة الطبيعية أثناء رحلتها القاسية من “تركيا” إلى “اليونان”، وعاشت طوال تسعة أشهر كاملة في مخيمات اللجوء في “بلفاديا” شمال غرب “أثينا”، تقول: «الآن أستطيع أن أصنع كل شيء، لدي مطبخ، وأستطيع الاستحمام، والاهتمام بالأولاد الذين يذهبون للمدرسة كأقرانهم، وبشكل عام أعيش حياة طبيعية بعد يأس كبير».

منح فرصة لبناء حياة جديدة ومستقرة، كان الهدف من نقل عائلة “حنان” من اليونان إلى “إيرلندا” كما قالت “كريستين نيكولايدو” مسؤولة الإعلام في “المنظمة الدولية للهجرة” التي أشرفت على نقل هذه العائلة السورية إلى “دبلن”، وقالت: «مبدأ التوطين ليس وضع المهاجرين على طائرة ونقلهم من بلد إلى آخر، داخل الاتحاد الأوروبي، والهدف هو بناء حياة جديدة بكرامة».

هي الحرب من حولت هذه العائلة من التجارة والاستقرار والرخاء إلى التشرد واللجوء في المخيمات وعلى الطرقات إلى أوروبا التي وصلوها مؤخراً، فمتى تقف هذه الحرب ويعود السوريون إلى ديارهم!!، هو حلمٌ العمل على تحقيقه أفضل للسوريين ألف مرة من العمل على نقلهم إلى أوروبا بعيداً عن مدنهم وثقافتهم وتاريخهم وحياتهم الاجتماعية وحتى أرزاقهم، فمهما كانت سعادة السوري بالحصول على اللجوء لن تكون أكبر من سعادته بالحفاظ على معلمه وعمله وحياته السابقة التي خسرها.

اقرأ أيضاً: مقتل شاب سوري طعناً بالسكين … العزا بالشام والدفن في ألمانيا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى