سناك سوري _ دمشق
فتح ملف إمداد “لبنان” بالغاز المصري عبر الأراضي السورية الباب أمام محادثات سورية رسمية مع المحيط العربي.
فبعد زيارة الوفد الوزاري اللبناني أمس إلى “دمشق” وإعلان الحكومة السورية استعدادها لمساعدة “لبنان” في إمداده بالطاقة الكهربائية القادمة من “مصر” و “الأردن” مروراً بالأراضي السورية، كشفت قناة “المملكة” الأردنية عن دعوة وجهتها وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية “هالة زواتي” إلى كل من وزير النفط السوري “تمام رعد” ووزير البترول والثروة المعدنية المصري “طارق الملا” ووزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية “ريمون غجر” لبحث سبل التعاون في ملف إيصال الغاز من “مصر” إلى “لبنان” عبر “الأردن” و”سوريا”.
الوزير “غجر” أكّد في تصريحات صحفية التحضيرات لعقد الاجتماع الرباعي الأسبوع المقبل لافتاً إلى أنه سيركّز على تفعيل الاتفاقيات بين الدول الأربع وبحث المواضيع الفنية والتقنية والمالية ووضع برنامج عمل وجدول زمني وإنشاء فريق عمل تقني للكشف على المواقع في “لبنان” و “سوريا” و “الأردن” ومسح الأضرار التي تعرضت لها خطوط الشبكة وفق حديثه.
التوافق على التعاون المشترك جاء عقب إعلان السفيرة الأمريكية في “بيروت” “دوروثي شيا” أن الإدارة الأمريكية وافقت على استثناء “لبنان” من العقوبات بما يتعلق بتعامله مع الحكومة السورية لاستجرار الغاز عبر أراضيها.
اقرأ أيضاً:بعد زيارة الوفد الوزاري … نائب مستقيل: لبنان مش محافظة لسوريا
إلا أن اللافت في الاجتماع الرباعي أنه سيضم وزير البترول المصري مع وزير النفط السوري، لتكون أول محادثات رسمية تجمع “دمشق” مع “القاهرة” منذ بداية الأزمة السورية وانقطاع العلاقات بين البلدين، علماً أن السلطات المصرية لا تبتعد كثيراً عن مواقف الحكومة السورية من طبيعة الصراع في “سوريا” لا سيما ملف “مكافحة الإرهاب” لكن “القاهرة” لم تبادر إلى إعادة علاقاتها مع “دمشق” وتريثت في ذلك بانتظار حلفائها في “الرياض” الذين لا يزالون في مقدمة الممانعين لقرار عودة “سوريا” إلى “الجامعة العربية” بناءً على النصائح الأمريكية.
لكن ملف الغاز فتح الباب أمام إمكانية عودة العلاقات السورية مع الجوار العربي من بوابة الاتفاقات حول موارد الطاقة، علماً أن اتفاق “مصر” مع “الأردن” و “العراق” حول مشروع “الشام الجديد” المتعلّق بإيصال الغاز المصري إلى “العراق” ترافق مع حديث حول إمكانية توسيع المشروع ليشمل “سوريا” لاحقاً، فيما تبقى العقوبات الأمريكية حجر العثرة الأساسي بعرقلة استعادة العلاقات العربية مع “دمشق” حيث تتخوف حكومات الجوار العربي من الوقوع في فخ عقوبات “واشنطن” التي حذّرت بشكل معلن من إعادة العلاقات مع الحكومة السورية قبل حدوث تقدّم في المسار السياسي لحل الأزمة السورية يوائم التطلعات الأمريكية.
اقرأ أيضاً: لبنان يكسر القطيعة مع سوريا بعد الموافقة الأمريكية .. ودمشق ترحّب