منشأة دواجن توقف معملاً للأدوية بمليار ليرة

مستمر جاهز لدفع المليارات على المشاريع ويحتاج فقط إلى بعض التسهيلات.. والتسهيلات عند الجهات المعنية.. والجهات المعنية تقول إنها تقدمها.. مين بحلها؟
سناك سوري – حماة
طرح “مؤتمر الاستثمار” الذي عقد خلال العام الماضي أكثر من ثلاثين مشروعاً استثمارياً بقيمة تصل إلى ثلاثة عشر مليار ليرة سورية وفق تقديرات الأمانة العامة لمحافظة “حماة” دون تنفيذ أي مشروع فعلي على أرض الواقع، وبقي الأمر حبراً على ورق.
المؤتمرات التي تتم بشكل دوري، ويصرف على إقامتها ملايين الليرات السورية من إقامة وحجز وطعام وتكريمات، أثبتت فشلها على الدوام نتيجة القوانين المقيدة للاستثمار، والموافقات الأمنية، والفساد الإداري الذي يبدأ من اللحظة الأولى لتفكير أي صاحب رأس مال في وضع أمواله داخل البلد، وهو ما يجعل غالبية رجال الأعمال يهربون في منتصف الطريق حفاظاً على ما تبقى لهم من أموال؟!.
تهريب رؤوس الأموال بشكل ممنهج
يقول أحد المستثمرين الذين حضروا مؤتمر استثمار “حماة”: «امنحنوني التسهيلات اللازمة لأقيم لكم مشاريع استثمارية سياحية في منطقة “مصياف” بأكثر من ثلاثة عشر مليار ليرة سورية، وبخاصة أن منطقة “مصياف” مصنفة سياحياً، ولا يوجد بها أي مشروع سياحي يمكن أن يشكل عامل جذب للسياحة».
وأضاف المستثمر الذي لم يذكر اسمه في تقرير صحيفة “الفداء” الحكومية حفاظاً على شبه فرص قد تأتي لاحقاً: «الحراج تحاصر المستثمرين من جهة، والبيئة من جهة ثانية، والإدارة المحلية من طرف ثالث، والموارد المائية طوراً آخر، وقس على ذلك. في حين أن البلدان المجاورة قدمت لنا كسورين كل هذه التسهيلات بعيداً عن التعقيدات، بل وسلمتنا المواقع خالية من أية إشكالية، فرفضنا أن نستثمر خارج البلد في هذه الظروف وإن بقيت قوانين الحراج والبيئة والترخيص الإداري كما هي فهذا يعني غاية في صعوبة إقامة مثل هذه المشاريع في الوقت الذي تم إغلاق العديد من المنشآت الاستثمارية من قبل بيئة “حماة” قبل سنوات بلا أي مبرر سوى المكايدة».
اقرأ أيضاً: قريباً جداً سيتمكن المواطن السوري من استثمار دموعه!
معوقات بيئية بلا طعمة
وأشار عضو مكتب تنفيذي (أيضاً بلا اسم) في تقرير الصحيفة ذاتها، إلى أن إقامة “منشأة دواجن” على سبيل المثال غاية في الصعوبة، يضيف: «رغم أنه لاينتج عنها أية منصرفات قد تلحق الضرر بالأراضي الزراعية، فإما أن توافق وزارة الزراعة، وإما لا توافق»، وساق مثالاً قريباً عن الأمر، فقال: «حين أغلقت مديرية بيئة حماة قبل الأحداث منشأة استثمارية كلفت صاحبها مئات الملايين تلك الواقعة على طريق عام حماة – مصياف لصناعة صابون الغار وفحم الأراكيل الناتجة من معاصر الزيتون، رغم أن صاحب المنشأة كان قد أحضر من “إيطاليا”، و”تركيا” كل ما يلزم لجهة فلترة المنشأة، ومع كل ذلك لم تشفع له لدى مديرية “بيئة حماة”، وظلت وراءه حتى سئم منها فهجرها مع بداية الأحداث، وسرقت تجهيزاتها».
وفي ذات الوقت (تقول الصحيفة) كانت “وزارة الزراعة” والجهات المعنية بـ”حماة” قد وافقتا قبل عشر سنوات من الآن على منح مشروع للمشروبات الغازية في الأراضي الزراعية بل في أخصب موقع من بلدة “عدبس”، ولا تزال المنشأة بلا استثمار مجرد بناء وأسوار، وهذا يعني بأن من يمنح مثل هذه التراخيص تفصل تفصيلاً.
أمانة المحافظة لا علاقة لها؟!
أوضحت الأمانة العامة للمحافظة السر وراء فشل المشاريع بالقول: «الوزراء المعنيون لمؤتمر الاستثمار، هم من سيتولون توضيح وتذليل هذه المعوقات، رغم أن هذه القوانين والأنظمة فعلاً تحد وتوقف تنفيذ العديد من هذه المشاريع، مع الإشارة إلى أن أغلب هذه الوزارات لا يوجد فيها الكوادر الفنية ولا الإدارية التي عليها أن تقوم بتلقي أفكار وتطلعات المستثمر، وتحويلها إلى فرص استثمار صحيحة. (يعني الموظفين في هذه الوزارات الاستثمارية لا يعرفون لغة الاستثمار)
إقرأ أيضاً: هيئة الاستثمار تفشل في إيصال وجهة نظرها للمستثمرين!
مدجنة توقف استثمار بقيمة مليار ليرة
وأوضح “عامر فنار” مدير مكتب الاستثمار في “حماة” قال حول العراقيل الاستثمارية في المحافظة: «وجود مدجنة صغيرة في إحدى الأمكنة أوقف ترخيص معمل أدوية قيمته مليار ليرة سورية»، يضيف: «أراضي محافظة “حماة” مصنفة أولى وثانية وثالثة، فكيف لنا أن نمنح موافقات فيها لإقامة مشاريع استثمارية، والمطلوب إعادة النظر بهذا التصنيف أو إنشاء مدن صناعية أو معاملة أي موقع وتجمع صناعي معاملة المدن الصناعية، وبنفس الامتيازات، وإلا ستبقى مشاريعنا الاستثمارية تراوح في مكانها».
ما تعانيه “حماة” ينطبق على غالبية المحافظات السورية التي يجتهد فيها الوزراء عند كل زيارة بطرح أفكارهم عن التسهيلات المقدمة لجذب رؤوس الأموال، وهم يعلمون مسبقاً أن هذه التسهيلات هي عبارة عن كلمات تحتاج إلى فعل ومفعول لأجله كي تتحقق على الأرض بدلاً من الحفر والأعمدة التي تتم في بداية كل مشروع، وتترك بعد ذلك للريح.
إقرأ أيضاً: خميس يعلن أثناء زيارته لمشاريع استثمارية متوقفة: لن تبقّ كتل إسمنتية