ممثل ومخرج وكاتب … أيمن زيدان مسيرة رجل شجاع
في ذكرى ميلاده ... أعمال زيدان حجزت مكانتها في الفن السوري
سناك سوري – دارين يوسف
يصادف اليوم 1 أيلول ميلاد الفنان “أيمن زيدان” الذي بدأ رحلته التي عام 1981 وقدم خلالها عدة ألوان من الفن والإبداع من تمثيل وإخراج وتأليف للقصص وتقديم البرامج، وتنقل خلال أعماله الدرامية والسينمائية بين عدة شخصيات كوميدية واجتماعية معاصرة.
من الشخصيات الاجتماعية التي قدمها ومازالت في ذاكرة المشاهد شخصية “مفيد الوحش” في مسلسل “نهاية رجل شجاع” التي تتحدث عن المراهق الساعي إلى إثبات وجوده كرجل في قريته الصغيرة لتأخذه الحياة بعدها إلى محطات أوسع وأكثر تحدي وصعوبة بالنسبة له فبات إثبات الوجود الإنساني له كرجل في الحب والمجتمع معركته التي عاشها حتى فارق الحياة.
اقرأ أيضاً: ابنة العراب … دانا مارديني نجمة الندم وأفضل السكارى
كذلك شخصيته الثورية والمناضلة في وجه الاستبداد العثماني في مسلسل “أخوة التراب” وكذلك شخصية “ضرغام” الوطنية والثائرة في وجه الاستعمار الفرنسي في مسلسل “أيام الغضب”، أما الكوميديا فقد ترك “أيمن زيدان” أثراً محبباً لدى المشاهدين من خلال تقديمه لشخصية “أحمد عبد الحق” في “يوميات مدير عام”، و”جميل” في مسلسل “جميل وهناء”، وشخصية “سعيد النايحة” في “بطل من هذا الزمان”، و”مسعود الحفيانة” في “مرسوم عائلي”، وغيرها.
في الأعمال التي تُظهر الصراع بين الخير والشر من عالمين مختلفين يُظهر الفرق الشاسع بين طبقات اجتماعية موجودة في مدينة واحدة، قدم “زيدان” شخصية رجل الأعمال ذو النفوذ الواسع التي تنطوي شخصيته على الكثير من الشرور والعنف التي أخذت شكل الأذى الجسدي للضحية أو الاستمالة من خلال الإغراءات المالية وذلك في مسلسل “قاع المدينة”.
ومن الشرير إلى العاشق الذي لا يمل الانتظار ولا يتوانى عن تكرار المحاولات في مسلسل “هوى بحري” حيث جسد شخصية القبطان الذي أرغمه الحب على الانسحاب من حياته وطموحاته وسفره في البحار حول العالم ليفوز بمعركة رومانسية هدفها الفوز بقلب حبيبته.
أنا رجل أتعلم من النقد أيمن زيدان
من الأعمال الدرامية التي قدمها “أيمن زيدان” في الثمانينات والتسعينات “حصاد السنين”، “نساء بلا أجنحة”، “امرأة لاتعرف اليأس”، “هجرة القلوب إلى القلوب”، “الخشخاش”، ويعد مسلسل “الجوارح” العمل الذي شكّل انطلاقة لـ”أيمن زيدان” في دراما الفانتازيا التاريخية وجسد خلاله دور “أسامة” عام 1995، كما قدم في تلك الفترة أيضاً، “تل الرماد”، “صوت الفضاء الرنان”، “الطويبي”، “جواد الليل”.
من أعماله خلال الأعوام من 2000 إلى 2010 “أنت عمري”، “هولاكو”، “زمن الصمت”، “أنا وأربع بنات”، “عالمكشوف”، “ملوك الطوائف”، “زوج الست”، “رجل الانقلابات”، “نسيم الروح”، “رصيف الذاكرة”، “رايات الحق”.
كما قدم خلال الأعوام من 2011 إلى 2021 “إمام الفقهاء”، “زمن البرغوث”، “حاميها حراميها”، “صرخة روح”، “خيبر”، “باب الحارة” الجزأين 6 و7، “ما وراء الوجوه”، “دامسكو”، “حرائر”، “الكندوش”، “أسرار”، “خريف العشاق”.
اقرأ أيضاً: باسل خياط … ابتعد عن سوريا في عصر الجنون ورفض السياسة
تحت إدارة كاميرته قدم “زيدان” عدة أعمال من إخراجه منها مسلسلات “ليل المسافرين”، “طيور الشوك”، “ملح الحيلة”، “أيام لاتنسى”، ومسرحيات “رحلة حنظلة”، “فضيحة في الميناء”، سوبر ماركت”، “ثلاث حكايا”، وفي السينما “أمينة”، “أجيال الشمس”، “غيوم داكنة”، وأغنية “ياهوى” للفنانة الراحلة “ميادة بسيليس” .
ومن الأفلام التي مثّل بها “البراءة”، “اليوم الطويل”، “أحلام المدينة”، “مطر أيلول”، “الأب”، “درب السما”، وغيرها، وفي الكتابة أصدر عدة مجموعات قصصية منها “ليلة رمادية”، “أوجاع”، كما قدم برامج “وزنك ذهب”، “لقاء الأجيال”، “سيبيا”، “أنا الأول”.
ما مر به الوطن موجع وما مررت به على الصعيد الشخصي موجع أيضاً أيمن زيدان
عن أعماله الفنية التي تحدثت عن الحرب السورية، قال “أيمن زيدان” لبرنامج “يلا تريند” عام 2021: أنه «لامس ظلال الحرب دون أن يُطلق رصاصة واحدة»، مطالباً الجهات المعنية أن يفتحوا الأبواب للثقافة، مشيراً إلى أن الثقافة، وإعادة إعمار المشهد الثقافي هو واحد من أهم السبُل لصناعة مستقبل أكثر إشراقاً.
“أيمن زيدان” كشف لقناة “سكاي نيوز” عام 2021 أنه: «مر في الفترة الأخيرة بحالة من الحزن لأسباب شخصية وأخرى لها علاقة بالحرب في “سوريا”»، قائلاً: «ما مر به الوطن موجع وما مررت به على الصعيد الشخصي موجع أيضاً.. أنا حزين ولكن لست محبط لأني أُنجز وأصر على الإنجاز»، مشدداً على أن «الشرخ وسط الممثلين، والفنانين السوريين بات عميقاً، وأن الوقت قد حان لطي صفحة الماضي»، مضيفاً: «أنا رجل أتعلم من النقد».
“أيمن زيدان” ابن مدينة “الرحيبة” في “القلمون” بـ”ريف دمشق”، ولد عام 1956 خريج “المعهد العالي للفنون المسرحية”، وانخرط في العمل السياسي حيث كان نائباً في البرلمان السوري لدورة واحدة عام 1999 تزوج عدة مرات إحداها من الفنانة المعتزلة “نورمان أسعد”، وآخرها زواجه من الكاتبة المصرية “نشوى زايد”، وأبناؤه “غالب، حازم، نورة، نوار، يمنى، جودي”.
اقرأ أيضاً: بينها جريمة في الذاكرة..أشهر مسلسلات الرُعب والغموض في الدراما السورية