ملك الريحان ينتظر زبائنه صباح كل عيد على أبواب سكن الأحبة الراحلين

تجارة ازدهرت كثيراً خلال السنوات الماضية
سناك سوري- نورس علي
يعمل “رجب يوسف” بجهده العضلي منذ ثلاثة أيام تقريباً ليجهز تجارته لعيد الأضحى، فهما عمل وتجارة موسمية في فترة العيدين فقط.
قصد الرجل الريفي خلال الأيام الماضية الجبال والمناطق الوعرة لجمع أعواد الريحان بكميات كبيرة وجهزها للبيع على الأرصفة ضمن ربطات “مجموعات” صغيرة.
“يوسف” يعرف تماماً المواقع الجبلية التي ينمو فيها الريحان وبكثرة ضمن ريف طرطوس، لذلك فهو لا يعاني كثيراً بالبحث عنها وإنما يتوجه مع مجموعة من العمال الآخرين في الصباح الباكر لجمعها ومن ثم نقلها وتحضيرها للبيع.
هو عمل تجاري مربح كما بقية الأعمال يقول “يوسف”، لكنه محفوف بالمخاطر نتيجة وعورة المواقع الجبلية التي تنمو فيها شجيرات الريحان، وقد تميز “يوسف” كما بقية مجموعته بما قال عنه “الحس الطبيعي” واستمرارية العمل للسنوات القادمة، حيث يعتمد في عملية جمع أغصان الريحان على التقليم وليس القص الجائر، ليضمن إنتاجاً وعملاً في العيد القادم وليحافظ على الطبيعة، خاصة وأن دخله يصل إلى حوالي خمسين ألف ليرة في اليوم الواحد من هذا العمل.
البائع “محمد مصطفى” أو كما يلقب في “طرطوس” ملك الريحان يتاجر بحوالي عشرة أطنان من الريحان سنوياً، ويشتريها كما يقول لـ سناك سوري من عمال مختصين بتقليمها وجمعها في أوقاتها المناسبة، ولا يقبلها إن كانت مضروبة أي منقبة أو صفراء اللون، وهي تعتبر تجارته وعمله الأساسي.
اقرأ أيضاً الأطفال بالعيد مثل الأهل لبسوا أوروبي… البالة ترحب بكم
فالربطة كما قال “مصطفى طيبه” تحتوي عشرين غصن ريحان تباع نحو 500 ليرة والبعض يبيعها أكثر بنحو 100، وهذا السعر مرهون بالعمر الزمني لقطع الأغصان الذي يفرض نضارة عليها واستمرارية أكثر، علماً أن سعرها قبل عدة سنوات لم يتجاوز 100 ليرة.
الجدة “ريما” أرملة المرحوم “يوسف” اشترت ربطتين فقط بسعر /1000/ ليرة ستضعهما غداً على قبر زوجها، وتمنت لو باستطاعتها وضع عدد أكبر وتغطية كامل قبره لتضفي رائحة ذكية على المكان، ولكن سعرها مرتفع ويفوق قدرتها المادية، وفي هذه اللحظات تذكرت كيف كانت وزوجها تضع الريحان على كامل قبر والدها بمبلغ /500/ ليرة سورية فقط.
يذكر أن تجارة الريحان ازدهرت نسبياً خلال سنوات الحرب التي تعيشها البلاد نظراً لارتفاع نسبة الموت، وزيادة الزيارات إلى المقابر صباح العيد والمناسبات الأخرى.

اقرأ أيضاً غداء الجد وعيدية الأطفال طقوس يحافظ عليها أبناء الفرات