
شهدت عدة محافظات سورية حملات تبرع واسعة جمعت مبالغ تجاوزت عشرات ملايين الدولارات تحت عناوين التنمية وإعادة الإعمار، من حمص إلى حوران وحلب وريف دمشق ودير الزور، ورغم انتهاء بعض هذه المبادرات التي أعلنت أرقاماً ضخمة، لم يكشف حتى الآن بشكل واضح وشفاف عن كيفية توظيف الأموال المجمعة أو مصير المشاريع التي خُصصت لها، ما أثار تساؤلات بين الأهالي حول الشفافية وآليات الإنفاق.
سناك سوري-دمشق
مؤتمر “أربعاء حمص” الذي أطلقه “فريق ملهم التطوعي” افتتح حملات التبرعات شهر آب الفائت، ووصلت قيمة التبرعات فيه لأكثر من 13 مليون دولار، قال منظموه إنها لدعم التعليم والصحة والبنى التحتية في مدينة حمص.
ثمّ أتت حملة “أبشري حوران”، التي انتهت بجمع أكثر من 44 مليون دولار أميركي، وبحسب القائمين على الحملة فإن قيمة التبرعات بالدولار فاقت 36 مليون، بينما بلغت قيمة التعهدات بالليرة السورية نحو 26 مليار ليرة، و53 ألف دولار، أما مشاريع المنظمات فوصلت إلى 2.2 مليون دولار.
ومثلما جرى في “أربعاء حمص”، قال القائمون على حملة “أبشري حوران”، إن الأموال ستستخدم في عملية التنمية لدعم مشاريع خدمية وتعليمية وصحية في المحافظة.
وعلى الرغم من أن محافظة درعا لم تذكر عبر صفحتها الرسمية أي أخبار عن كيفية استخدام أموال الحملة، إلا أن أحد وجهاء بلدة “خربة غزالة”، أعلن تفاجؤه من عدم إدراج البلدة بأي مشروع ضمن حملة أبشري حوران.
وأضاف الشيخ “زكريا أبو مهند” أحد وجهاء البلدة في فيديو نشرته منصة “درعا 24″، إن اسم البلدة غاب عن قوائم محافظة درعا لترميم المدارس، وبرصد صفحة محافظة درعا فإنها لم تنشر أي قوائم وليس من المعروف كيف يتم تداول تلك القوائم إن وجدت، بينما تقتضي الشفافية الإعلان عنها بشكل صريح والإعلان عن كل ليرة في الحملة وأين ستذهب.
الشفافية غائبة
وتكرر المشهد ذاته في كافة حملات التبرع الأخرى، ففي ريف حلب أُعلن عن حملة “أهل العز لا ينسون”، التي جمعت نحو مليون و200 ألف دولار أميركي، وبحسب القائمين على الحملة فإن التبرعات مخصص لإعادة تأهيل منشآت صحية وتعليمية في ريف حلب الجنوبي.
ومساء أمس السبت، أعلن القائمون على حملة “ريفنا بيستاهل” في ريف دمشق عن وصول التبرعات إلى أكثر من 76 مليون دولار، ونقلت الإخبارية عن مدير الحملة “طارق الحسين” قوله بأن تبرعات الحملة ستستهدف ترميم 700 مدرسة وإعادة بناء 107 مدارس بشكل كلي، بالإضافة إلى 300 مدرسة جديدة.
أما حملة “دير العز” في دير الزور فقد جمعت 30 مليون دولار، وهي مستمرة حتى 10 تشرين الأول القادم، وكما الحملات السابقة لا تفاصيل عن مصير الأموال وكيف ستصرف، لكن مديرة الحملة “رانية مدلجي” قالت في بيان نشرته صحيفة الفرات، إنهم وحرصاً على الشفافية سيصدرون «خلال اليومين القادمين بيانًا تفصيليًا يوضح كل ما تم استلامه نقدًا أو عبر الحسابات الرسمية، بالإضافة إلى التعهدات والمشاريع المرتبطة بالحملة، وذلك تعزيزًا لمبدأ الشفافية».
حتى اللحظة، تبقى الأسئلة معلقة بانتظار إجابات رسمية أو تقارير توضح كيف أنفقت هذه التبرعات، وسط مطالب شعبية بأن تتحول المبادرات من شعارات جماعية إلى نتائج ملموسة على الأرض.