مقال في الجزيرة .. سوريا من الخوف إلى القلق
فهمي هويدي: إقامة النظام الجديدة أثقل من تكفّل حكومة الإنقاذ بها

حذّر الكاتب في موقع الجزيرة نت “فهمي هويدي” من حراك مرتقب في الساحة السورية وتغيّر في المشهد بعد عودة النازحين والمهجّرين.
سناك سوري _ متابعات
وفي مقالٍ له تحت عنوان “سوريا من الخوف إلى القلق” عبر موقع قناة “الجزيرة” قال “هويدي” أن حديث مسؤول إدارة العمليات العسكرية “أحمد الشرع” بدا مرتباً ومتصالحاً مع الجميع ومعتدلاً في كلماته وهيئته، معتبراً أن ذلك كان متناقضاً مع كثافة اللحى التي أحاطت به والجلاليب التي اختفت من ثياب الجالسين.
ورأى “هويدي” أن الجراح أعمق من المداواة بالكلمات المنمّقة والمظاهر المطمئنة، وأن ما قدّمه “الشرع” لم يكن كافياً لتبديد القلق وإزالة كوامن الخوف في المجتمع السوري، لافتاً إلى أن القلق سرعان ما ظهر في بيانات المطالبة بدولة علمانية.
الكاتب لفت إلى حجم التنوع الفريد عند السوريين وتعددهم مذهبياً وإثنياً وعرقياً بالتوازي مع تعدد الانتماءات الفكرية والسياسية بين معتدلين وإسلاميين وعلمانيين ويساريين وغيرهم. مبيناً أن تحالف الفصائل التي شاركت في آخر معارك إسقاط النظام ضم قرابة 20 مجموعة تنتمي للإسلام الجهادي، والذي يختلف بدوره عن الإسلام السياسي، ويختلفون بالطبع عن الإسلام الدعَوي الذي لا شأن له بالسياسة.
ويرى صاحب المقال المنشور في قناة الجزيرة أن مهمة استحضار المجتمع لإقامة النظام الجديد كانت أثقل من أن تقوم بها “حكومة الإنقاذ” التي شكّلتها “تحرير الشام” في “إدلب”.
“هويدي” المعروف بتركيزه على الشؤون الإسلامية ختم مقاله بملاحظتين، الأولى اعتبر فيها أن الخلاف حول هوية الدولة بين “إسلامية” و”علمانية” ترف لا يجوز الخلاف حوله الآن، حيث يفترض في البداية وجود دولة حقيقية تقوم على العدالة والحرية قبل نقاش هويتها.
أما الملاحظة الثانية للكاتب فتمحورت حول رسائل الوفود الغربية التي زارت “دمشق”، حيث رأى أنها سعت إلى “تغريب” النظام الجديد باعتبار النموذج الغربي المثل الأعلى الذي ينبغي احتذاؤه. مبيناً أن هذه النصائح جاءت من دولٍ التزمت الصمت إزاء الإبادة الإسرائيلية والمقابر الجماعية في “غزة”.