الرئيسيةحرية التعتيريوميات مواطن

مغتربون سوريون يتهمون سفارة بلادهم في “فنزويلا” بتعقيد الأمور عليهم

السفارة لاتراعي ظروف السوريين في “فنزويلا” التي تعيش أزمة سياسية واقتصادية… وهذه مطالب المواطنين السوريين هناك فهل هي صعبة لهذا الحد؟

سناك سوري-رهان حبيب

يستغرب المغترب السوري “وسيم عساف” إصرار سفارة بلاده في “فنزويلا” على تسديد رسوم تجديد جواز السفر بالدولار الأميركي حصراً بدل العملة المحلية هناك “البوليفر”، علماً أن الحصول على الدولار أمر يعرض للمسائلة القانونية في “فنزويلا” بالإضافة لارتفاع سعره مقارنة بالعملة المحلية ليجاوز سعر الدولار الواحد 3500 “بوليفر”.

يقول “عساف” لـ”سناك سوري”: «الغريب أن تطالبنا السفارة بـ 400 دولار لتجديد جواز السفر السوري في فنزويلا، الذي يفترض تجديده كل عامين في هذه الظروف، حيث يندر وجود الدولار، مع العلم أن كافة السفارات تتقاضى بالعملة المحلية وهي “البوليفر” وأيضا فإن مبلغ 400 دولار مبلغٌ ضخمٌ بالنسبة للمغترب الذي بات الحصول على الدولار بالنسبة له عمل يشبه المستحيل في هذا البلد».

مشكلة “عساف” تنطبق على نسبة كبيرة من المغتربين السوريين الذين أدى انهيار الاقتصاد في “فنزويلا” لتراجع إيراداتهم من العملة الصعبة، وهناك آلاف من السوريين يعجزون عن الحصول على 100 دولار بالشهر الواحد تبعاً لظروفهم الاقتصادية الضعيفة في هذه الفترة، كما يقول ويضيف: «بالنسبة لي قد أتمكن من تأمين المبلغ لكن هناك الكثير من شبان وطننا خسروا أعمالهم وعادت عليهم الظروف الاقتصادية بكوارث جعلتهم يعيشون أوضاع اقتصادية غير مستقرة، وكان خيارهم عدم التجديد لعدم توافر الدولارات اللازمة، وبالتالي البقاء بشكل غير نظامي وهذا يعرضهم للخطر ومنهم كثر اضطروا لمغادرة البلاد بطرق غير شرعية وخطرة وهنا لا نتحدث عن أفراد بل نتحدث عن أسر بكاملها».

بينما يخبرنا “ناصر عامر” أن 400 دولار للشخص الواحد سيكلف العائلة ثروة لن تقدر تأمينها حتى في حال امتلكت الأسرة دخلاً جيداً، فسعر الدولار جاوز الـ3500 بوليفر وقد يصل غداً إلى 4000، مع التقلب الدائم والزيادة المستمرة بسعر صرفه يبقى الدولار حلما شبه مستحيل لأكثر أبناء الجالية.

تأمين الدولار قد يبدو أمراً سهلاً مقابل تعرض حامله للمسائلة القانونية!

“فنزويلا” وصل اقتصادها للتدهور منذ سنوات ومع الهبوط الواضح لقيمة البوليفر مقابل الدولار خرجت حكومة البلاد بقرارات منعت التداول به، لتعرض حامله للعقوبة كونه يتعامل بعملة أجنبية محظورة، لكنها بالمقابل فعلت الدفع الإلكتروني بعملتها المحلية وسفارتنا لم يصلها الخبر على ما يبدو.

يوضح “رامي المجدلاني” ابن “السويداء” المغترب الذي يستقر في مقاطعة “مراكايبو” الأمر قائلاً لـ”سناك سوري”: «منعت الدولة الفنزويلية منذ عدة سنوات التعامل بالدولار، ومن يتم ضبطه يحمل الدولار يتعرض لعقوبات كبيرة تبدأ بالسجن وعقوبات جزائية مختلفة وفق قانون البلاد، مع العلم أن هذا البلد الذي يعتبر في آخر السلم الاقتصادي اعتمد منذ سنوات الدفع الإلكتروني تماشياً مع الظروف غير الآمنة للدولة، لكن سفارة وطننا الأم لم تتفاعل مع القرار وتصر على تطبيق قرار خارج حدود الممكن ليتم التداول بالدولار والدفع كاش».

ومما أفادنا به شبان مغتربون يشبه حالة مسرحية، لتكون السفارة حالة استثنائية بين عدة سفارات (يمكن نحنا نيقا عن الخليقة دولار يعني دولار)، في الوقت الذي يمكن لحساب مصرفي أو الدفع الإلكتروني أن يكون إحدى الحلول التي تجنب السوري التنقل مئات الكيلومترات للوصول إلى السفارة في “كراكاس” وهو يحمل مبلغ يحصل عليه بعناء يقارب المستحيل.

تجديد الجواز يتطلب من صاحبه اجتياز مئات الكيلو مترات عبر الطائرة بتكلفة مادية عالية جدا أو عن طريق البر، يتعرض خلالها لمخاطر أولها الخطف وقد تصل للقتل في بلد يفتقد لأدنى حدود الآمان والاستقرار، وفي حال الوصول للسفارة يضطر للانتظار في تجمع سفارات تستقبل مواطنيها داخل السفارة ليبقى السوريين صفوف طويلة أمام السفارة السورية مع العلم أن الجالية السورية من أكبر الجاليات في ذاك البلد.

يرى “المجدلاني” أن سفارة بلاده لا تسهل الأمر على مواطنيها المغتربين مضيفاً: «كمغتربين نلجأ لسفارتنا للبحث عن حلول لمشاكلنا مثل باقي المهاجرين، لكن السفارة بهذا القرار جعلت السوري يفقد الثقة بسفارة بلاده كونها تلتزم بقرارات غير منطقية، ولا تنسجم مع ظروف البلاد خاصة في هذه المرحلة الخطرة، وتعديل القرارات سيعيد هذه الثقة لتكون بادرة حل لمشاكل السوريين في هذا البلد».

اقرأ أيضاً: الفساد والروتين يلاحقان السوريين إلى القنصليات في الخارج

رئيس جمعية الصداقة الفنزويلية السورية “صالح نصر” تابع المشكلة مع بداية تدهور “البوليفر” منذ عدة سنوات وتقدم بعدة طلبات من خلال جهات مسؤولة، لكن الطلبات لم يتم الرد عليها، يضيف: « 200 ألف سوري مغترب متواجدون في فنزويلا العدد تراجع مع عودة الكثير إلى سورية لكن جزء كبير وبفعل تدهور الأوضاع وعدم القدرة على تجديد الأوراق اضطروا للمغادرة عبر حدود الدول المجاورة بطرق غير شرعية معرضين أنفسهم للخطر، ومن بقي فقد بقي بأوراق غير نظامية وفي المرحلة الحالية كثر منهم لا يملكون ثمن تذكرة العودة بالدولار، فكيف يجددون جوازات سفرهم أيضا بالدولار في الوقت الذي يجب أن يكون التسديد بالبوليفر حلا منطقيا لهموم هذه الشريحة».

اليوم عيون أهالي المغتربين في “فنزويلا” تتابع مجريات التطورات السياسية على الساحة الفنزويلية بترقب مبني على تخوف يتبع لتحولات كبيرة بين العام 2010 والعام 2019 أدت لتغير واقع المغتربين في أمريكا اللاتينية وبشكل خاص في فنزويلا التي يشكل أبناء “السويداء” الجزء الأكبر منها، ليكون لإنخفاض قيمة البوليفر أمام الدولار أثر سلبي أدى لإنخفاض واضح في الحوالات التي دعمت أهاليهم في سنوات الحرب في سورية، وعدم قدرتهم على تجديد الثبوتيات يمنعهم من العودة بإجازات قصيرة لوطنهم أو العودة للاستقرار في سورية.

في مثل هذه الظروف التي تمر بها “فنزويلا” ينتظر السوريون هناك من حكومة بلادهم أن تتيح لهم الحصول على جواز سفر ليس فقط بالعملة المحلية وإنما برسوم رمزية، فهم يعيشون ظروفاً قاسية جداً في ظل تدهور وضع تلك البلاد اقتصاديا وسياسياً، ومن حقهم على دولتهم أن تكون إلى جانبهم بدل أن تكون ثبوتياتها عبء عليهم وهم الذين تمسكوا بعلاقتهم مع وطنهم طوال سنوات هجرتهم ولم يدخروا فرصة في تقديم الدعم الاقتصادي لها، فهل تعيد الخارجية النظر بظروف السوريين في “فنزويلا” تحديداً وتسهل عليهم الحصول على جواز السفر!.

اقرأ أيضاً: المغترب السوري لن يحن إلى بلاوي بلاده.. السفارة تذكره بها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى