أيام درعاوية أقل ما يقال عنها إنها تحبس الأنفاس!
سناك سوري-شادي بكر
لقي 3 مدنيين حتفهم جراء استهدافهم من قبل عناصر “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “داعش” في مدينة “درعا” جنوبي البلاد.
استهداف “داعش” للمدنيين جاء على خلفية حشود لفصائل “الجيش الحر” في المنطقة، وسط أحاديث تؤكد نية “الحر” شن عملية عسكرية جديدة، ضد التنظيم في المنطقة، بينما يتخوف الأهالي من احتمالية بدء تلك المعركة ما يعني نزوحاً جديداً وضحايا جدد مع يقينهم بأن أمراً لن يتغير، يقول “أبو عبد الحكيم” أحد أهالي المنطقة لـ”سناك سوري”: «يا أخي هدول صاروا عاملين عشر معارك ضد جيش خالد، كل مرة بيخلونا ننزح وأطفال ماتت قدامنا وبالأخير بتنتهي المعركة لا رابح ولا خاسر».
وبالفعل فقد أطلقت فصائل “الجيش الحر” عشرات المعارك ضد التنظيم منذ عام 2016 وحتى الآن، دون أن تؤدي اي منها لتغيير خارطة السيطرة، بين “الجيش الحر” و”جيش خالد” المبايع لـ”داعش”.
“الجيش الحر” قام بإطلاق قذائف مدفعية باتجاه “حوض اليرموك” أماكن سيطرة “داعش” إلا أنه بدلاً من أن يصيب عناصر التنظيم ومواقعه أصاب المزروعات والسهول الزراعية في المنطقة وهو ما أدى لاندلاع نيران ضخمة أتت على محصول القمح في المنطقة بشكل شبه كامل، بينما عانى المزارعون والأهالي في إطفائها، عبر وسائلهم البسيطة فهنا لا يوجد رجال إطفاء أو أي جهة من شأنها أن تكون مسؤولة عن المزروعات أو الأمن والأمان.
اقرأ أيضاً: داعش يشن هجوماً هو الأعنف على ريف “درعا”
وأمام هذا التوتر الذي يسبق العاصفة الكبيرة، قرر تنظيم “داعش” أن يحث “الجيش الحر” للانضمام له مهدداً إياه بقوة السيف، وجاء في أحد المنشورات التي ألقتها طائرات “داعش” المسيرة على مناطق سيطرة “الجيش الحر” في “درعا”: «ندعو جميع الفصائل للتوبة والكف عن قتال المجاهدين، والتبرؤ من نصرة وإعانة اليهود والنصارى والمرتدين»، يضيف المنشور: «من جاء تائبا قبل القدرة عليه قبلوا توبته وعصموا دمه، له ما لهم وعليه ما عليهم ومن أبى فليس بينهم إلا السيف».
ومايزال المشهد في “درعا” ضبابياً جداً، فمن جهة التحضيرات لمعركة مرتقبة بين “الجيش الحر” وتنظيم “داعش”، ومن جهة أخرى الأحاديث التي تقول بطلب القوات الحكومية من بلدة “محجة” تشكيل وفد مفاوض لتسليم المدينة، ومن جهة أخرى ما يتداوله الشارع عن وعد “موسكو” بمنع أي عمل عسكري في المدينة، على العموم فإن أهالي المدينة يعيشون أياماً أقل ما يُقال عنها إنها تحبس الأنفاس، في الوقت الذي بدأوا فيه بحبس الطعام مع أول أيام شهر “الرحمة” شهر رمضان المبارك.
اقرأ أيضاً : “روسيا” تستميل فصائل الجنوب السوري: لن نسمح بعمل عسكري في “درعا”!